خط أحمر
السبت، 20 أبريل 2024 10:55 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

الدكتور فتحي الشرقاوي يكتب: حاجة تخوف!

خط أحمر

حاجه تخوف إنك تكون في عز مصيبتك وأزمتك، تبان هادئ ولا يصدر منك أي استجابة انفعالية تتناسب وطبيعة ونوعية الموقف الضاغط، كأن يموت لك إنسان عزيز عليك جدا.. وكل اللي حواليك منفعلين.. إلا أنت لا تبكي...وتشعر إنك في حالتك الطبيعية

مش معنى ده انك مش حزين.. لأ.. الموضوع ممكن يكون له أبعاد نفسيه تانيه لازم تاخد بالك منها.

بنت بتقولي... أول ما أمي توفت كنت بتصرف عادي جدا، لدرجة إن الناس افتكروني اتجننت وأنا نفسي كنت مستغربة تصرفاتي.. وبعد شهر بالضبط حزنت حزن عمري عليها وكل يوم بيمر عليا بعد فراقها حزني عليها بيزيد مش بيقل ولحد دلوقتي معنديش تفسير منطقي واحد لتصرفي ده وقت ماماتت.

هذه شكوى إحدى قراء صفحتي، وقد استأذنت البنت في التعليق على شكوتها ووافقت من باب الإفادة العامة لبقية القراء المتابعين.

التفسير النفسي للظاهرة، في ناس كتير بيكون إدراكهم للمواقف الضاغطة، على غير المتوقع منهم تماما، في أكثر المواقف حزنا تجدهم في حالة من الهدوء المفرط إلى الحد الذي يعتبرهم البعض منفصلين عن الواقع
والبعض الآخر يشخصهم بالتبلد الانفعالي، والحقيقة إن كلا التشخيصين خاطئ وقاصر.

و التفسير النفسي لهذا السلوك .. قد يكون محاولة مؤقته لإنكار الواقع المؤلم تجاه الموقف الأزموي أو الضاغط الذي يتعرض له وهو في حالتنا هذه موت الأم وفقدها بالنسبة للابنه التي كتبت البوست
كأن لسان حالها اللاشعوري الداخلي ينكر وقوع حادث الوفاة من الأساس ومن ثم بدت استجاباتها بعد وفاة أمها مباشرة عادية وأكثر من العادية أيضا ولكن بمرور الوقت.

ومع اجترار الابنة لذكرياتها مع الأم المتوفاة على المستوى المتخيل واستدعائها للذكريات، مع أمها بداخلها بدأت هنا ملامح الإطار الصلب لميكانيزم الانكار في التحلل التدريجي ومن ثم الانهيار الكلي
لتتكشف الحقيقة، و الاصطدام بالواقع، حتى لو مر على الموقف الازموي فترة طويلة فالاستجابة الانفعالية التي سبق كبتها ومنعها من الظهورعادت وبقوه لتشق طريقها عبر الأنا و التعبير عن نفسها بقوة
وهنا قد تنتاب المحيطين بالابنه الدهشة والغرابة.

كيف لم تبكي عقب الوفاه وتبكي الآن بعد شهور من الفقد؟

التفسير كما اسلفنا يرجع إلى أن الابنة، استبدلت ميكانيزم الانكار بالواقع بكافة محدداته حينئذ أدركت الابنة على المستوى العقلي المعرفي أن موت أمها حقيقة واقعية ولا يجدي معها الإنكار وأصبحت الابنة وجها لوجه أمام خبراتها السابقة مع الأم التي سبق اختزانها في اللاشعور من قبل ، وبمجرد عودة تلك الذكريات وشقت طريقها إلى الشعور والوعي عادت معها كل مشاعر الحزن المرتبطة بها وفي الأخير جاء البكاء بوصفه التفعيل السلوكي ليكشف لنا حجم الانكار الذي كانت تعيشه.

هذا تفسير مبسط إلى من يتأخرون بعض الشيء في إظهار استجاباتهم الانفعالية الظاهرة... مثل البكاء أو الضحك بعد مرور الموقف الضاغط أما إذا استمر الانكار لفترات طويلة حينئذ انصح بمراجعة المعالج النفسي فورا لاحتمالية الدخول في بعض حالات الاضطراب النفسي.


#مجرد _خاطرة

الدكتور فتحي الشرقاوي حاجه تخوف خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر