قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن قوله تعالى: يا بنى اركب معنا ولا تكن مع الكافرين يحمل دلالة عميقة على معنى الإدغام بوصفه حالة من حالات الضم، موضحًا أن المشهد القرآني يصوّر أبًا يتلهف على ابنه ويحاول احتضانه معنويًا وإنقاذه، كما يفعل الأب حين يجرى إلى ولده ليضمه إليه بدافع الرحمة والحب.

سيدنا نوح نموذج للأب الحنون الرقيق

وأوضح قال الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن هذا النداء يكشف عن شخصية سيدنا نوح عليه السلام بوصفه أبًا حنونًا رقيق القلب، لم يتحجر قلبه ولم تغلبه القسوة، بل خاطب ابنه بلطف وود، مؤكدًا أن الأنبياء ضربوا أروع الأمثلة فى الرقة والرحمة، حتى فى أشد المواقف وأعظم الابتلاءات.

القرآن يربى على اللين لا القسوة

وأشار قال الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إلى أن أهل القرآن لا تصيبهم قسوة القلب مع التقدم فى العمر، بل يزدادون رقة ولينًا، لأن القرآن الكريم يعلّم الإنسان لطف المأخذ وحسن الدعوة، مستشهدًا بقوله تعالى: وقولوا للناس حسنا، مؤكدًا أن القسوة لا تأتى إلا بالبعد عن القرآن وضعف الصلة بالله.

الصلاة على النبى سبيل لرقّة القلوب

وأكد قال الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن قسوة القلب سببها قلة الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم، داعيًا إلى الإكثار منها لمن أراد قلبًا رقيقًا وروحًا مطمئنة، مشددًا على أن الصلاة على النبى تزكى النفس وتلين القلوب، مستشهدًا بأبيات شعرية تؤكد أن القلوب تميل إلى الحبيب المصطفى، وأن ذكره يفيض بالدموع فى قلوب العارفين.

الاعتصام بالله طريق الثبات والاتصال

وختم قال الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، حديثه بالتأكيد على أن من كان مع الله دام واتصل، ومن كان مع غيره انقطع وانفصل، داعيًا إلى دوام الاعتصام بالله، والإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله، لما فى ذلك من فضل ورحمة وثبات فى الدنيا والآخرة.