خط أحمر
الجمعة، 19 أبريل 2024 08:08 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

 نيفين منصور تكتب .. الحديث الخفي

 نيفين منصور
 نيفين منصور

تعودنا في عالمنا العربي أن الحياء أهم سمات المرأة والرجل فيما يخص الحديث في بعض المواضيع الجوهرية التي تتعلق بالعلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة ، ربما لأبعاد جغرافية تتعلق بالأرض العربية مهد الحضارات والأديان السماوية المختلفة، وربما لطبيعتنا الشرقية الانغلاقية التي تجعل المرأة داخل إطار من الحدود التي يصعب أن تتخطاها.

وعلي الرغم من تلك العادات والتقاليد والأديان تغيرت بعض الطباع لدي البعض منا، وكان هذا التغير نتاجاً طبيعياً للانفتاح علي العالم ،والسفر والترحال وربما ساعدت الشبكة العنكبوتية العديد من البشر علي التغير الملحوظ، ولكن ما زال يسيطر علي البعض منا الفكر المتوارث منذ قديم الأزل، فما زال رغم تفتح الرجل الشرقي إلا أنه دائماً ما يسيطر عليه تلك الحدود القديمة للحديث وربما يصعب عليه تخطيها عندما يتحدث مع زوجته، علي الرغم من انطلاقه في الحديث دون حدود مع المرأة العابرة ، التي تمثل دور العشيقة أو تمثل دور المحظية علي مر العصور.

كثيراً ما نجد بعض الرجال وربما النسبة الأكبر في المجتمع تحركهم الرغبة لسنوات طويلة قبل الزواج فيتعرف علي العديد من النساء والفتيات بمختلف أعمارهن وعلي درجات متباينة من الجمال والإثارة بغرض المتعة فقط دون التفكير في الارتباط بأي منهن، وينطلق في تلك الأحاديث أحيانا بلا حدود وقد يعترف البعض منهم بخبايا جسده وما يثيره في تلك العلاقة للنساء العابرات اللاتي صنفهن أنهن نساءاً للمتعة فقط ويحاول بدوره أن يثير مشاعرهن الأنثوية بشكل قد يفوق التوقع حتي يصل بذلك إلي إرضاء نفسه بأنه الأقوي والأكثر خبرة وربما الأكثر إثارة في عالم الرجال.

وبالتأكيد لا ينخرط الرجل فقط في عالمنا العربي في مثل هذه العلاقات ،فأحياناً نجد بعض الفتيات والنساء يتخذن أمثال تلك الدروب من العلاقات سبيلاً لهن في المعيشة أو ربما للبحث عن رجل له مواصفات خاصة تتنازل معه عن حيائها لتجذبه وتستثير شهوته أحيانا بغرض الزواج وأحياناً بحثاً عن المال أو المصلحة والقليل منهن بحثاً عن المتعة المحرمة .

وبعد رحلة من العبث الجنسي قد تأخذ أياماً من العمر وقد تمتد إلي سنوات طويلة، يتخذ البعض قراراً بالاستقرار والزواج، ربما لبناء أسرة، وربما للابتعاد عن هذا العالم الملوث، وتبدأ رحلة البحث عن الشريك المضمون، الذي له سجل نظيف لا تشوبه شائبة ولا سوابق جنسية قد تشينه أو تلوثه،وقد يصل بالفعل إلي تلك المرأة ذات الحسب والنسب والأخلاق والدين، فيتزوج ويستقر ، وتمر مع الأيام لذة الاستقرار ،دون أن يحاول البعض منهم محادثة زوجته بشفافية ووضوح في هذا الحديث الخاص ليوضح لها عوامل الإثارة النفسية والجسدية التي تشبع رغباته وتشعره بالنشوة الجنسية الكاملة، ربما خوفاً من ردة فعل منها غير متوقعة، وربما خوفاً من أن تتغير نظرتها له أو للحفاظ علي هيبته أمامها ، وربما لعلمه مسبقاً بأن ما يمتعه لا يتناسب مع طبيعة زوجته وتركيبتها النفسية والدينية والأخلاقية .

والأشد تأثيراً والأخطر في أسباب رفض البعض للخوض في مثل هذا الحديث، هو السبب الذي ينبع منه هو شخصياً وهو عدم رغبته في أن يري زوجته التي أختارها بمحض إرادته وبشروط ومواصفات أخلاقية خاصة تلعب دور المحظية حتي ولو كان هذا الدور معه هو شخصياً، فيرفض البوح بما يمتعه ، حتي تتملك منه الرتابة ويحاصره الملل في علاقته الحميمية مع زوجته فيبدأ في رحلة البحث عن بديل يعوضه عما فقده من متعة مع زوجته، فتظهر من جديد المحظية ويعود من حيث بدأ حياته مع احتفاظه الكامل بزوجته وبيته وكيانه و هيبته داخل الأسرة.

والمثل بالمثل لدي المرأة التي اعتادت علي تلك العلاقات قبل الزواج، فالمرأة بطبعها قد تدمن الرجل الذي يتفنن في إثارتها وتحريك مشاعرها، وتختلف كل أنثي عن الأخري فلكل واحدة مفاتيح الإثارة الخاصة بها، وقد تعتاد تلك المتعة المحرمة قبل الزواج، فإذا ما قررت الزواج ولَم تجد تلك المتعة من زوجها تعود لتبحث عنها في الخفاء، وتعيد مسيرتها المحرمة من جديد، مع الحفاظ أيضاً علي الأسرة والزوج والشكل الاجتماعي الذي اختارته.

وتظل المشكلة قائمة ويعتاد صاحبها عليها مع الوقت سواء كان رجل أم امرأة ، وربما تتفاقم في مراحل عمرية معينة، ويبقي الصمت هو السبب الخفي وراء تلك العلاقات المشوهة، وتظل الزوجة غافلة عما يشبع زوجها ويظل الزوج متمسكاً برفضه للحديث الواضح مع زوجته، وقد تعلم مع الوقت أنه علي علاقة بأخري ، وتحزن وتنكسر دون أن تعلم السبب الحقيقي وراء رغبته في الاستمرار في أمثال تلك العلاقات المشبوهة.

الموقف أشد وطأة عند المرأة ذات الخبرة الجنسية قبل الزواج، لأنها علي يقين تام بطبيعة الرجل الشرقي ونظرته للمرأة ، وتعلم كذلك طبيعته التي ترفض الاعتراف بأنه قد يعجز عن إمتاع زوجته ، ربما لقلة خبرة منه ، أو لعدم توافقه جسدياً معها أو لاختلاف ميولهم، ويعتبر حديث زوجته له في هذا الموضوع جريمة لا تغتفر، وتعدي سافر علي رجولته وقدراته الخارقة، فمازال بعض الرجال لا يفهم من الدين سوي حقه الشرعي في الزواج من أكثر من امرأة مما يوهمه بأن الله أباح له التعدد لقدراته الجنسية الفائقة التي تفوق تحمل امرأة واحدة فيقسمها بين أربعة، ويظن باطلاً أن المرأة خُلِقَت لإمتاعه فقط دون أن يكون لها نصيباً من المتعة.

وبالطبع ومع رسوخ أمثال تلك العقيدة في عقلية بعض الرجال، يستحيل علي المرأة ذات العلاقات السابقة التي اختارت الزواج والاستقرار أن تناقش زوجها بوضوح وتعبر عن عدم إحساسها بالتوافق الجسدي معه خوفاً من عواقب الأمور بعد حديثها، وبالتالي تهرب من هذا الواقع إذا كانت ضعيفة النفس والإرادة وبعيدة عن التمسك بالعقائد الدينية إلي الانخراط في علاقات مشبوهة مع رجل آخر غير زوجها، وتنجرف في التيار المحرم لتسقط مع الوقت إلي الهاوية، وتختلف بالتأكيد في ردة فعلها عن الزوجة عديمة الخبرة التي لم يسبق لها أن تعلقت برجل قبل الزواج، فخبرة تلك المرأة في تلك العلاقة تأتي فقط من خلال التعامل المباشر مع الزوج، وتعتاد أفعاله أثناء تلك العلاقة دون أن تقارنها بعادات غيره من الرجال ، حتي ولو كانت لا تشعر معه بالمتعة.

الصمت يؤدي إلي نتائج مفزعة، لذلك علي كل رجل وامرأة تجمعهما علاقة زوجية شرعية، أن يصارح شريك حياته بما يحب وبما يرضيه في تلك العلاقة الخاصة لمحاولة الوصول مع الوقت إلي التوافق والتناغم الجسدي والروحي لإشباع تلك الرغبة بصورة شرعية ترضي الجميع، فالانغلاق والخوف من الحديث قد يؤدي إلي كارثة علي مر الزمان.

 نيفين منصور خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر