لا شك أن شبكة الطرق والكبارى والأنفاق الجارى إنشاؤها الآن لهى فخر لكل مصرى وكما تعلمنا فى التخطيط فإن أفضل طريقة لإحياء اقتصاد بلد أو مدينة أو قرية أن تمد لها طريق وليس بناء مدرسة أو مستشفى أو مسجد أو مصنع إنما إنشاء الطريق هو من يبعث الحياة فى أى بقعة نائية ويجتذب كافة الانشطة السابقة ومن أهم مواصفات الطرق مراعاة اشتراطات الأمن والسلامة ووجود علامات ارشادية وحماية للجوانب وأيضا حتمية إنشاء محطات وقود وخدمة سيارات ونقاط اسعاف على مسافات محددة يتم التنويه عنها باللوحات الإرشادية على الطرق والأهم من ذلك عند اجراء تحويلات فرعية لحين الانتهاء من إنشاء وتجديد وتوسعة الطرق الحالية أو إجراء صيانة دورية لها مراعاة وجود علامات واضحة ولوحات تحذر السائقين من وجود تحويلة على مسافاة معينة وكذلك وضع بعض المطبات الصناعية لمن لم ينتبه للعلامات الإرشادية التحذيرية ومساء عند حلول الظلام يصبح من المحتم وجود إضاءة جيدة وعلامات فوسفورية تنبه لوجود تحويلة فى الطريق.

واسعدنى الحظ أن سرت فى بعض من تلك الطرق نهارا سواء فى الأقاليم أو حتى على مداخل القاهرة وللأسف فإن تلك العلامات والتحذيرات ربما تكون ملحوظة بالنهار أما مساء فتلك طامة كبرى فبالكاد تستطيع ملاحظة تلك اللوحات الإرشادية ولا توجد أى اضاءة واضحة أو علامات فوسفورية أو مطبات صناعية وتلك بالتأكيد مسئولية المقاول المنفذ ولكن أيضا تقع المسئولية على عاتق الجهة الاستشارية المشرفة والتى يجب عليها التأكد من التزام المقاول بتنفيذ اشتراطات الأمن والسلامة لأن الأمر يتعلق بأرواح المواطنين وسلامتهم ولعل المسافر على طريق السويس والعودة مساء ما يفاجأ عادة بتحويلات دون سابق انذار أو اضاءة كافية كما لا توجد أى علامات فوسفورية على الأعلام أو مكعبات الخرسانة التى تشير الى وجود تحويلة وبالتأكيد فان مثل هذه التصرفات الخاطئة من المقاولين والاستشاريين لا ترضى وزير النقل الدؤوب والحريص على سلامة المواطنين وأتمنى أن ينتبه لذلك قبل فوات الأوان وحدوث حوادث تحصد أرواح المواطنين أو تلحق بهم الاصابات والأذى.

كما أن تلك الطرق الجديدة تفتقد بشدة لمحطات الوقود والخدمة والاسعاف والدوريات المتنقلة أو هواتف الطوارئ أو رادارات مراقبة السرعة فانشاء الطرق لا يعنى حصرها على فرش طبقة الأسفلت انما بالتوازى يجب انشاء كافة الخدمات السابقة ووضع العلامات الغرشادية الواضحة على جنبات الطريق وعدم الانتظار حتى تحدث الكارثة وتزهق الأرواح فيتبادل الجميع القاء التهم والتنصل من الحدث وتضيع المسئولية ولا يجب افساد الطبخة لعدم اضافة القليل من الملح وحفظ الله الجميع.