أكد دون هاتشيسون، لاعب وسط ليفربول السابق، أن المدير الفني الهولندي آرني سلوت يُعد الفائز الأكبر من تداعيات الأزمة الأخيرة مع محمد صلاح، مرجحًا استمرار النجم المصري داخل صفوف الريدز على الأقل حتى نهاية الموسم الحالي.

وأوضح هاتشيسون في تصريحات نقلتها صحيفة «ليفربول ايكو» أن سلوت بدا أكثر قوة وثباتًا عقب التصريحات المثيرة التي أدلى بها صلاح، مشيرًا إلى أن الاستقبال الحافل الذي حظي به اللاعب في ملعب أنفيلد بعد عودته لقائمة الفريق لعب دورًا مهمًا في تهدئة الأجواء، وقد يكون عاملًا حاسمًا في بقائه وعدم الرحيل خلال فترة الانتقالات الشتوية.

وعاد صلاح، صاحب الـ33 عامًا، للمشاركة مع ليفربول في الفوز على برايتون آند هوف ألبيون بهدفين دون رد في الدوري الإنجليزي الممتاز، وذلك عقب جلسات مباشرة جمعته بالمدير الفني آرني سلوت.

وكان قائد منتخب مصر قد غاب عن بعثة الفريق المسافرة إلى إيطاليا لمواجهة إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا، وهي المباراة التي حسمها ليفربول بهدف نظيف، بعدما وجه صلاح انتقادات علنية لإدارة النادي، متهمًا إياه بـ«إلقائه تحت الحافلة»، ومؤكدًا توتر علاقته بمدربه، عقب جلوسه على مقاعد البدلاء للمباراة الثالثة تواليًا في الدوري، في سابقة هي الأولى خلال مسيرته الحافلة مع الريدز.

غير أن مشاركة صلاح كبديل أمام برايتون ومساهمته في الفوز دفعت سلوت للتأكيد عقب اللقاء أن «لا توجد أزمة تحتاج إلى حل».

وأكد هاتشيسون في تصريحاته: «آرني سلوت هو الفائز الواضح من هذه الأزمة. انتقاد المدرب داخل غرف الملابس أمر طبيعي، لكن عندما تخرج الأمور إلى العلن ويُزج باسم النادي، فلا بد من تحمل العواقب».

وأضاف: «قرار سلوت بعدم اصطحاب صلاح إلى سان سيرو كان حاسمًا، وقدم الفريق مباراة قوية وحقق الفوز، وهو ما يصب في صالح المدرب. ثم أشركه أمام برايتون، فظهر صلاح بعقلية رائعة وقدم أداءً مميزًا ضمن منظومة جماعية متماسكة».

وتابع: «أعتقد أن صلاح أدرك أن محاولة كسب الجماهير في صراع مع المدرب لن تكون في صالحه، فقد أظهرت جماهير ليفربول بوضوح دعمها لسلوت. وعند عودته من كأس أمم إفريقيا، سيكون عليه الالتزام بخيارات الجهاز الفني».

وأبدت جماهير ليفربول دعمها لكلا الطرفين، سلوت وصلاح، الذي صنع الهدف الثاني لهوجو إيكيتيكي، ليحطم رقم واين روني القياسي كأكثر لاعب إسهامًا تهديفيًا مع نادٍ واحد في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما وصل إلى 277 مساهمة تهديفية بواقع 188 هدفًا و89 تمريرة حاسمة.

وبدا صلاح متأثرًا عقب نهاية اللقاء وهو يحيي جماهير أنفيلد، قبل التحاقه بمعسكر منتخب مصر استعدادًا لخوض منافسات كأس أمم إفريقيا.

وواصل هاتشيسون: «انطباعي أنه سيبقى. الطريقة التي كان يحيي بها الجماهير والهتافات القوية باسمه أوحت وكأنه يعيد التفكير جديًا في فكرة الرحيل. هل يريد حقًا المغادرة الآن؟ وهل يمكن أن يحظى بوداع أفضل من ذلك؟».

وأضاف: «لا أعتقد أنه سيرحل في يناير. الصيف قد يكون مختلفًا، لأنه الفرصة الأخيرة أمام ليفربول لتحقيق مكاسب مالية قبل رحيله المحتمل مجانًا في العام التالي».

وأكمل: «توقعي أنه سيستمر حتى نهاية الموسم، وبعدها سيتحدد مستقبل علاقته مع آرني سلوت، وهل يمكن ترميمها أم لا».

ويرتبط اسم محمد صلاح منذ فترة طويلة بالانتقال إلى الدوري السعودي للمحترفين، كما يُطرح الدوري الأمريكي كخيار محتمل، إلا أن هاتشيسون يرى أن قائد منتخب مصر لا يزال قادرًا على العطاء في أعلى المستويات الأوروبية.

وقال في ختام حديثه: «صلاح يملك الكثير ليقدمه، لكن راتبه المرتفع يقلص الخيارات داخل أوروبا. لا أراه ينتقل إلى مانشستر سيتي أو باريس سان جيرمان أو بايرن ميونخ في ظل توافر لاعبين مميزين في مراكزه، والأفضل له هو الاستمرار مع ليفربول لعامين إضافيين، والفوز بلقب أو أكثر، ثم الرحيل من الباب الكبير ليظل أيقونة وأسطورة خالدة في تاريخ النادي».