عمرو الوردانى: الأمم تبنى على الأخلاق والقيم وليس على البنيان المادى


قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بالإفتاء المصرية، إن فهم العمران البشرى كما عرضه ابن خلدون يوضح أن المجتمعات لا تقوم بمجرد المبانى أو الأسواق، بل تبنى على القيم والأخلاق التى تسكن داخل الإنسان. وأكد أن الحضارة الحقيقية تقاس بسلامة النفوس وراستها الأخلاقية، وليس بما يظهر من عمران مادى فقط.
وأوضح الدكتور الوردانى، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن العمران المادى والأنظمة لا يمكن أن تقوم بدون أخلاق راسخة، مشيرًا إلى أن الإنسان هو أساس كل بناء، وأن القيم الداخلية هى التى تمنح المجتمع الاستقرار والأمان.
وأضاف أن المجتمعات التى تهمل الأخلاق والتربية الروحية تبقى هشّة مهما عظمت مبانيها، مقارنة بمجتمعات تقوم على الأخلاق الحميدة المستمدة من تعاليم النبى محمد صلى الله عليه وسلم.
وأكد أن الأخلاق المحمدية مطلقة وليست نسبية، وهى الطريق لبناء الأمم والحضارات، مشيرًا إلى أن الالتزام بالقيم والأخلاق فى زمن يغلب عليه انحلال المعايير هو ما يحقق العمران الحقيقى ويضمن استمراره.
وقال الدكتور عمرو الوردانى، أمين الفتوى بالإفتاء المصرية، أن القرآن الكريم يوضح أن حياة النبى محمد صلى الله عليه وسلم وموته هى خير للبشرية، مشيرًا إلى قول الله تعالى: "قل أن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين".
وأكد أن هذا التكريم الإلهى يعكس علاقة خاصة بين حياة النبى ومماته وبين عبادة المؤمنين، حيث أن حياة النبى ومماته تجسدان الخير والهداية للناس جميعًا.
وأوضح الدكتور الوردانى أن حياة النبى صلى الله عليه وسلم ليست محدودة بزمنه الدنيوى، بل تمتد إلى عالم الروح، مما يجعل أثره مستمرًا فى حياة المسلمين، مشيرًا إلى أن النبى جاء رحمة للعالمين وأن تعاليمه ما زالت توجه البشرية عبر القرآن والسنة، مع الحفاظ على القيم والمقاصد التى تضمها.
وأضاف أن السنة النبوية، كما جاء فى حديث جبريل، تلخص مقاصد الدين فى ثلاثة محاور رئيسية: الإيمان الذى يحفظ النفس والعقل، والإسلام الذى يحفظ البناء العملى والعبادات، والإحسان الذى يهتم بالروح والتزكية. وبيّن أن علماء المسلمين أسسوا علوم العقيدة والفقه والتصوف للحفاظ على هذه المقاصد وضمان استمرارها عبر الأجيال.
وأكد الدكتور الوردانى أن الدين الإسلامى ليس مجرد طقوس شكلية، بل إطار وجودى واسع يحفظ النفس والعقل والدين والعرض، ويجب التعامل معه بعناية وروية، مع تعميق الفهم بالمقاصد السامية التى جاء بها النبى صلى الله عليه وسلم.