”محرقة الخيام والمساعدات”.. إسرائيل تعترف بقصف مخيم رفح والتسبب في حرق النساء والأطفال أحياء.. وجيش الاحتلال يرشد المستوطنين لمواقع شاحنات المساعدات لنهبها وحرقها


ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي عددا من المجازر البشعة ضد المدنيين الفلسطينيين خلال الساعات الماضية، ما أدى لاستشهاد وإصابة العشرات غالبيتهم من النساء والأطفال جراء القصف العنيف للاحتلال لخيم النازحين لا سيما شمال غرب رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة.
تليجراف: إسرائيل تعترف بقصف مخيم رفح
اعترفت إسرائيل بقصف مخيم مليء بالنازحين الفلسطينيين في مدينة رفح فى غزة، مما أسفر عن استشهاد العشرات وأثار إدانة عالمية، وفقا لصحيفة تليجراف البريطانية.
رويترز: النساء والأطفال حُرقوا أحياء فى الخيام
وقال شهود عيان لوكالة رويترز إن الخيام ذابت من جراء القصف مما أدى إلى حرق الناس أحياء.
وقال مسئولو صحة محليون إن العشرات استشهدوا وأصيب كثيرون عندما ضربت غارة جوية إسرائيلية ليلة الأحد حي تل السلطان غرب رفح، مما تسبب في انفجار في المخيم واستشهاد كثيرين، بينهم نساء وأطفال بداخله.
وقال متحدث باسم وزارة الصحة في غزة في الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين إن 35 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب العشرات، معظمهم من النساء والأطفال. بينما قالت الأونروا إن عدد الشهداء تجاوز 100 شهيد.
ولجأ الآلاف إلى تل السلطان بعد أن فروا من شرق المدينة حيث أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر إخلاء وبدأ هجوما بريا في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان في وقت مبكر من يوم الاثنين: تم تنفيذ الضربة ضد أهداف مشروعة بموجب القانون الدولي، من خلال استخدام ذخائر دقيقة وعلى أساس معلومات استخباراتية دقيقة تشير إلى استخدام حماس للمنطقة. إن الجيش الإسرائيلي على علم بالتقارير التي تشير إلى إصابة العديد من المدنيين في المنطقة نتيجة للضربة والنيران التي أشعلتها. الحادث قيد المراجعة.
وأفادت التقارير والمسعفون على الأرض في رفح بوجود مشاهد واسعة النطاق للموت والدمار، حيث كانت العديد من الجثث متفحمة ويصعب التعرف عليها من جراء تأثير الانفجار على الخيام البسيطة.
وتحدث هشام مهنا من الصليب الأحمر الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة يوم الاثنين عن اكتظاظ المستشفيات التي تتعامل مع الجرحى.
وقال في تغريدة على تويتر: ليلة دموية في رفح. تعامل المستشفى الميداني التابع للجنة الدولية مع تدفق المصابين بجروح وحروق.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة يوم الإثنين إنها فقدت الاتصال بموظفيها على الأرض ولم تتمكن من تحديد موقعهم على الفور.
واشنطن بوست: مستوطنون إسرائيليون أحرقوا شاحنات المساعدات لمنع وصولها لغزة
قالت صحيفة واشنطن بوست إن المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين قد وسعوا نطاق هجماتهم على شاحنات المساعدات التى مرت عبر الضفة الغربية هذا الشهر، ومنعوا وصول الغذاء إلى غزة التى حذرت جماعات الإغاثة الإنسانية من أنها تغرق أكثر فى المجاعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن مجموعة من المستوطنين الشباب يتعقبون قوافل الإغاثة ويقيمون نقاط تفتيش ويستجوبون السائقين. وفى بعض الحالات، يقوم المهاجمون اليمينيون المتطرفون بنهب الشاحنات وحرقها وضرب السائقين الفلسطينيين، مما أدى إلى نقل اثنين منهما على الأقل إلى المستشفى.
الجارديان: الشرطة والجيش الإسرائيليين يرشدان المستوطنين لمواقع شاحنات المساعدات لنهبها
وكانت صحيفة الجارديان البريطانية قد كشفت الأسبوع الماضى، أن أفراد من قوات الأمن الإسرائيلية ترشد النشطاء والمستوطنيين إلى مواقع شاحنات المساعدات التى تقدم إمدادات حيوية لغزة، مما يمكن تلك الجماعات من عرقلة القوافل وتخريبها.
وذكرت الصحيفة أن المستوطنين الذين يعترضون الإمدادات الإنسانية الحيوية للقطاع يتلقون معلومات حول موقع الشاحنات من الشرطة والجيش الإسرائيليين، بحسب ما قال متحدث باسم الجماعة الإسرائيلية النشطة التى تقف وراء هذا المنع.
ودعم الحديث عن تورط أفراد من قوات الأمن رسائل من جماعات دردشة أطلعت عليها الصحيفة وشهادات عدد من الشهود ونشطاء حقوق الإنسان.
ويزعم من يعرقلون الشاحنات أنها تحمل مساعدات لحماس، وليس المدنيين الفلسطينيين الذين يحتاجونها، وهو ما نفته جماعات الإغاثة. وقال مسئولون أمريكيون أيضا إن إسرائيل لم تقدم أى أدلة تدعم مزاعم أن حماس قد قامت بتحويل المساعدات.
مصادر طبية: استشهاد 100 فلسطيني في "محرقة الخيام"
وأكدت مصادر طبية فلسطينية استشهاد وإصابة أكثر من 100 فلسطيني في حصيلة غير نهائية، جراء استهداف الاحتلال خيام النازحين قرب مخازن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) شمال غرب رفح، فيما ذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها نقلت عددا كبيرا من الشهداء والإصابات عقب استهداف الاحتلال خيام النازحين برفح.
من جانبها، أدانت هيئات حقوقية وحكومية وفصائل وجهات متعددة مجزرة الاحتلال الاسرائيلي الدامية التي استهدفت الليلة الماضية خيام النازحين في رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، ونجم عنها عشرات الشهداء والجرحى أغلبهم أطفال.
فيما أدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، هذه المجزرة التي راح ضحيتها 30 شهيدا وعشرات المصابين، مؤكدا خلال مؤتمر صحفي أن المجازر المستمرة بحق المدنيين والنازحين، "تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أننا أمام جريمة الإبادة الجماعية مع سبق الإصرار والترصد"، وأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتعمد إيقاع أكبر قدر ممكن من الشهداء في صفوف المدنيين والنازحين.
وأضاف أن هذه المجزرة تؤكد رسالة واضحة من الاحتلال الإسرائيلي ومن الإدارة الأمريكية موجهة إلى المحكمة الجنائية الدولية وإلى كل المحاكم الدولية وإلى المجتمع الدولي وإلى كل الإنسانية، مفادها بأن المحرقة ضد المدنيين مستمرة وأن المجازر ضد النازحين والأطفال متواصلة، وأن كسر القانون الدولي لن يتوقف.
وحمل المكتب الإعلامي في غزة، المحتل الإسرائيلي والإدارة الأمريكية والدول المنخرطة في جريمة الإبادة الجماعية كامل المسؤولية عن حرب الإبادة الجماعية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني.
وقالت لجنة الطوارئ في محافظة رفح الفلسطينية إن المجزرة المرتكبة تنسف كل ادعاءات الاحتلال بوجود مناطق آمنة في رفح.
وأضافت أن ارتكاب المجزرة بحق المدنيين النازحين، يعكس الإصرار الإسرائيلي على استمرار عمليات القتل والتدمير في رفح، وتجاوز لكل المطالبات والقرارات الدولية بضرورة وقف العملية العسكرية وعدم التعرض للمدنيين.