صبري فواز يُعيد هيبة شخصية «الأب» المفقودة بالدراما في «وبينا معاد»


على مدار تاريخ الدراما المصرية، شهدت شخصية "الأب" العديد من التطورات باختلاف طبيعة الزمن ومتطلبات الحياة في كل عصر، ولكن على مدار السنوات الأخيرة كان هناك تهميش وتسطيح كبير من الأعمال الدراما لظهور شخصية الأب بها مما أحدث فجوة كبيرة بين المشاهد وتلك المسلسلات التي أصبحت تبتعد كثيرًا عن طبيعة الشخصية المصرية والتأكيد على فكرة "العائلة" إلى أن عادت مجددًا ممثلة في شخصية "عبد الحميد" التي قدمها النجم سيد رجب في سلسلة أجزاء مسلسل "أبو العروسة" التي حققت نجاحًا كبيرًا بعد عرضها.
ومع ظهور نموذج شخصية "عبد الحميد" بدأت الأنظار تتجه إلى هذا التكوين الناجح في العلاقة بين الأب وأبناؤه، لتخرج عدد من الأعمال التي تبني لهذه العلاقة وتفسح لها مساحة واضحة في أحداثها، وبتنويعات مختلفة في الأفكار ما بين نموذج الأب الوطني كما ظهرت مؤخرًا في أحداث الجزء الثالث من مسلسل "الاختيار" ممثلة في شخصية الفنان خالد زكي "المستشار سعيد" والد أحمد عز "المقدم مروان العدوي"، أو الأب الذي يستهين بقدرات نجله ويوبخه طوال الوقت كما هي العلاقة بين إسماعيل فرغلي "إحسان" ونجله أكرم حسني "جلال" في مسلسل "مكتوب عليا"، ومؤخرًا نموذج عصري للعلاقة المضطربة بين الأب صلاح عبد الله "حسين" ونجله محمد الشرنوبي "طارق" كما هو في مسلسل "إيجار قديم".
وصولًا للنموذج الأكثر عصرية ممثلًا في شخصية "المهندس حسين" الذي يقدمه النجم صبري فواز ضمن أحداث مسلسل "وبينا معاد" الذي بدأ عرضه مؤخرًا وتشاركه البطولة فيه النجمة شيرين رضا.
فمنذ بداية عرض حلقات العمل، لفت النجم صبري فواز الأنظار بدوره في العمل، للعديد من الأسباب التي يمكن سردها في النقاط التالية..
أب مثالي
يعد المهندس حسين الذي يلعب دوره النجم صبري فواز نموذج للأب المثالي المضحي من أجل تربية أولاده والعمل على استقرارهم النفسي، فبعد وفاة زوجته قرر الأب أن يفني حياته من أجل تربية ابناؤه الأربعة دون أن يتركهم أو يتزوج من أخرى.
والمثالية هنا لا تضمن فكرة عدم زواجه من أخرى غير زوجته ولكن في فكرة تمسكه بالعناية بأولاده وجلوسه معهم لفترات طويلة خلال اليوم لمعرفة تفاصيل حياتهم اليومية وهو ماجعله يرفض منصب أكبر في الشركة التي يعمل بها لكونها تطلب الانتقال من محافظة لآخرى لذلك يتقدم باستقالته وينسحب من العمل.
أب متفاهم
تفتقد الدراما المصرية المنطقة الوسطية في فكرة وجود الحوار بين الآباء وابناءهم، لذلك يعوض صبري فواز هنا تلك الفجوة الغائبة بالأساس من حيواتنا الأسرية، فهناك إسقاط طوال الوقت على علاقة الحوار بين المهندس حسين وابناؤه الأربعة وكيفية تفاهمه معهم.
ويظهر ذلك من خلال حواره مع نجله "طه" بعد اكتشافه تدخين الحشيش وكيف أدار الحوار معه وأطلعه على تجربته الشخصية في هذا المنحنى الضيق عقب أزمة نفسية مر بها بعد وفاة والدتهم، في حوار عاقل لمحاولة حل المشكلة.
أب مفعم بالحيوية والحماس
يتميز المهندس حسين بكونه أب مفعم بالحيوية والنشاط، فهو دائما يحاول مشاركة ابناؤه مواهبهم ويقويهم تجاهها، فنرى رحلته مع نجله الصغير «مصطفى» وهو يبحث له عن أكاديمية لممارسة هوايته في لعب كرة القدم.
وخلال هذه الرحلة يمر الطفل الصغير بإحباطات تجعله لا يريد مواصلة طريقه لكن والده يحمسه ويبث فيه الأمل طوال الوقت والأمر ذاته لنجله الكبير «طه» الذي يحمسه للعزف بآلة الجيتار.
وبعيدا عن هذه الأسباب التي أزادت من تعلق الجمهور بشخصية «الأب حسين» فأن النجم صبري فواز أضفى حالة من البهجة والتعلق الشديد بشخصيته في الأحداث خصوصا وأنه كعادته يواصل تلقاءيته وبساطته في تجسيد أدواره من جانب، ويبدو أنه خرج بحالته الطبيعية وعلاقته بأبناؤه في حياته الخاصة ضمن تجسيده لأحداث العمل من جانب آخر.
يعيش صبري فواز في شخصية حسين منسجما ومحلقا بين المشاهد بأريحية شديدة، يضفي حالة من البهجة بابتسامته الراقية التي تمتلىء بالمحبة والحنان لأبناؤه.


.jpg)


































