ما الفرق بين المزمل والمدثر ؟


التدبر فى كتاب الله من اسباب زيادة الايمان وإنّ من العلماء من قال: المزّمّل والمدّثّر نفس المعنى، وفي كليهما الخطاب للنّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وقد كان أوّل ما نزل بعد العلق قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}،مع وجود الخلاف بين العلماء حول ثبوت ذلك، فبعدما فتر الوحي حينًا عن النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- يعود ثانية، ويراه بين السّماء والأرض على كرسيّ، فأخذته الرّجفة وهوى على الأرض من هول ما رأى، ثمّ أسر ع إلى أهله يرتجف من الخوف، وهو يقول: " دَثِّرُونِي، وصُبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا"، فنزل قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ... فَاهْجُرْ}.
أي يا أيّها المتغطّي! فقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}،كان خطابًا للرسول الكريم –صلّى الله عليه وسلّم- بعدما تغطّى من خوفه وحزنه، لأنّه جاءه أمر لم يعرفه من قبل ولا عهد له به، وكان قولًا ثقيلًا عليه، كما قال تعالى: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلاً}وأمّا قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}،فقد قال بعض العلماء: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}، أمرٌ للرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بهجر النّوم وقيام اللّيل والتّهجّد لله تعالى، لأنّ قيام اللّيل يعين على الشّدائد والأمور الصّعبة، وهذا الأنسب في سورة المزّمّل لأنّ فيها أمر بقيام اللّيل، فكانت صلاة قيام اللّيل في حقّه واجبة ومستحبّة على المؤمنين.