خط أحمر
الجمعة، 7 نوفمبر 2025 07:42 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدارةهشام موسي

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدارةهشام موسي

مقالات

مدحت البسيوني يكتب: زهران قنبلة سياسية ضد ترامب

خط أحمر

جاء فوز زهران ممداني بعمودية نيويورك — التي تُعد من أشهر المدن الأمريكية ذات الثقل السياسي والاقتصادي — بمثابة قنبلة سياسية أُلقيت على ترامب ووصل صداها إلى تل أبيب، الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات:
كيف لشاب مسلم أن يصل إلى هذا المنصب الرفيع؟
وما طبيعة علاقته بترامب الذي اتخذ موقفًا متشددًا ضد انتخابه؟
وما موقف اللوبي اليهودي عقب اقتحامه إحدى المدن التي كانوا يسيطرون عليها؟
وكيف سيكون موقف إسرائيل من هذا التحول؟
تلك هي أبرز الأسئلة المطروحة — ليس فقط أمام الإدارة الأمريكية — بل أيضًا داخل الأوساط السياسية في الولايات المتحدة وخارجها.

المتتبع للطريق الذي سلكه زهران منذ قرر ترشحه، سيجد أن وصوله إلى كرسي العمودية كان أمرًا متوقعًا. ويمكن تقسيم هذا الطريق إلى ثلاث مراحل رئيسية:

المرحلة الأولى:
تمثلت في دراسته الجيدة للمدينة التي يتجاوز عدد سكانها ثمانية ملايين نسمة، من حيث التركيبة السكانية والوضع الاقتصادي. وقد أدرك أن المدينة، رغم احتضانها أعدادًا كبيرة من رجال المال والأعمال، فإن السواد الأعظم من سكانها من المواطنين العاديين، ذوي مستويات المعيشة المتدنية، الذين يعانون من ارتفاع الأسعار في السلع والخدمات، خاصة سائقي سيارات الأجرة وعمال الخدمات والمحلات.
ومن هنا، كان خطاب زهران يحمل شعار «أنا واحد منكم»، يعيش مثلهم ويعاني من تكلفة الإيجارات والخدمات.
لقد نجح في إقناعهم بأنه المنقذ، ونال ثقتهم — وكانت تلك المرحلة الأولى.

المرحلة الثانية:
تزامنت مع الحرب الإسرائيلية على غزة، وما بثّته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من مشاهد للمجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي، ما أدى إلى تعاطف كثير من اليهود الأمريكيين مع الفلسطينيين. وظهر ذلك جليًا في المظاهرات التي اجتاحت شوارع نيويورك ومدنًا أمريكية أخرى.
وكان لذلك أثر كبير في رفض كثيرين من اليهود دعوات ترامب وحملاته لعدم انتخاب زهران المسلم، الذي وقف معهم مطالبًا بتحسين أوضاعهم ومدافعًا عن حقوقهم، حتى حصل على نحو 45% من أصوات اليهود.

المرحلة الثالثة:
تجلّت في علاقته بالرئيس ترامب، والتي اتسمت بالخلافات وتبادل التصريحات الهجومية. إلا أن مواطني نيويورك اتخذوا موقفًا مناوئًا لترامب، بعدما فشل في تنفيذ وعوده بتحسين مستوى المعيشة، رغم مرور ما يقرب من عشرة أشهر على توليه إدارة البلاد.
بل زاد الغلاء نتيجة سياساته في رفع الرسوم الجمركية، وما قابلها من رسوم مضادة من دول أخرى، مما أدى إلى ارتفاع أسعار العديد من السلع على المواطن الأمريكي.
يُضاف إلى ذلك إغلاق دوائر الحكومة الفيدرالية وتأخر صرف رواتب موظفيها.

ورغم محاولات ترامب الحثيثة لإسقاط زهران — حتى أنه وصف من ينتخبه بـ«الغباء» — فإن الأخير نجح، الأمر الذي يشير إلى أن العلاقة بينهما ستكون متوترة وربما تشهد مواجهات صعبة لا يُعرف مداها بعد.

أما اللوبي اليهودي، فسيحاول بكل الطرق عرقلة خطوات زهران، خاصة في ظل حالة الغضب الشديدة التي تشهدها إسرائيل، ومطالبات المتطرفين هناك باتخاذ إجراءات ضده، حتى لو وصل الأمر إلى إبعاده عن المشهد السياسي، خوفًا من اتساع دائرة اليهود الأمريكيين الذين يخرجون من تحت عباءة اللوبي الصهيوني الأمريكي، الذي يعتبر إسرائيل الولاية الحادية والخمسين للولايات المتحدة، ما يعني فقدان نفوذه داخل السياسة الأمريكية.

ومع ذلك، من المتوقع أن تكون الأيام المقبلة حبلى بالأحداث الساخنة، سواء في أمريكا أو في الشرق الأوسط.

مدحت البسيوني زهران قنبلة سياسية ضد ترامب خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة