مقالات

المهندس السيد طوبا يكتب: صناعة الحروب

خط أحمر

لم تقتصر الحروب فى عصرنا الحديث على المواجهات العسكرية فقط إنما تطورت لتصبح حروبا سياسية واقتصادية للهيمنة على مصادر الطاقة والسيطرة على مصادر المياه وأخيرا تكنولوجية للسيطرة على السماوات والفضاء ولعل حرب جوجل-هواوى لافضل مثال فمع ابتكار سرعة الجيل الخامس (فايف جى) والتى تمثل نقلة نوعية فى حروب الاستخبارات والتحكم التكنولوجى ومحاكاة الآلة للآلة والمنتظر طرحها فى العام القادم تصادمت مصالح الفيلين أمريكا والصين للسيطرة على العالم فما سبق ابتكاره فى الاجيال السابقة لا يتعدى تطبيقات يستخدمها البشر لتيسير البحث عن معلومة أو طلب الطعام أو أقرب سيارة وغيرها ولكن تطبيقات الجيل الخامس ستحدث ثورة تكنولوجية يجنى من ورائها الكبار تلريليونات الدولارات فستظهر وتسيطر السيارات ذاتية القيادة والتى تعلم أى الطرق أقل ازدحاما والأجهزة المنزلية الذكية التى تنبه اصحابها بقرب انتهاء الحليب فى البراد والتحكم الكامل فى المنزل عن بعد كما ستشهد صناعة الطائرات تطورات هائلة وخدمات غير متوقعة وستشهد صناعة الاسلحة والدمار تطورا شاملا وعموما فمن المتوقع استبدال كافة الأجهزة المنزلية والسيارات العادية بأخرى ذكية وستتطور صناعة الحروب وتهيمن شركات تصنيع الاسلحة وأقمار التجسس على اقتصاديات العالم وهذا منشأ الحرب الشرسة بين جوجل وهواوى ومحاولة ترامب تركيع الصين حتى تنفرد بلدة بما سينتج عن تطبيقات الجيل الخامس من تحكم فى الفضاء والارض والاجهزة والبشر وطبعا لن تصمت الصين أو تركع بل ستقاتل لاخذ حصتها من كعكة العالم وسينجم عن تصادم الثيران امريكا والصين كسادا عالميا سيؤدى حسب راى الخبراء الى أزمة عالمية شبيهة بالتى حدثت عام 2008 ومن تسعفه الذاكرة منا يعرف كيف تمت حروب العراق وايران ثم السماح بعدوان العراق على الكويت ثم حرب تحرير الكويت ومن قام باعادة اعمار الكويت ثم نشوء الثورات فى العراق وسوريا وليبيا واليمن وما خلفته تلك الثورات والحروب المدعومة بنقود العرب وأسلحة الدول الكبرى من دمار شامل للمنشآت والبنية التحتية مع اغفال ضحايا الدماء المسالة وملايين القتلى والجرحى والمشردين واللاجئين فهل تجرؤ شركة مقاولات عربية على اعادة اعمار دولة ما بخلاف الفتات الذى تتركه كبرى الشركات الأمريكية وحلفائها ومن سيقوم باعادة اعمار العراق وسوريا وليبيا واليمن بخلاف الشركات الأمريكية والبريطانية والدول المتحالفة بما فيهم روسيا والصين وما يتبقى بعد جنى الثمار والمشاريع الكبرى المربحة سيترك للشركات العربية تقتات وترضى بالقليل ولكن يكفينا فخرا اعلان الحرب بين أندية الدورى والنضال على المدربين والتفاخر بخطف اللاعبين ودفع الملايين للفنانين ولاعبى الكرة كى نبتهج بطلعتهم البهية فى كل مناسبة ونتسابق لحضور حفل جينيفر لوبيز وغيرها من الفنانين العالميين والمحليين وقبل أن أنسى فسوف تنهال تصريحات المسئولين فى الحكومة مؤكدة بأن الحرب بين العملاقين أمريكا والصين لن يكون لها أدنى تأثير على الاقتصاد المصرى الحصين المنيع مع تمنياتى بنوم هادئ وعميق لكل العرب.

المهندس السيد طوبا صناعة الحروب خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر