عبير سليمان تكتب .. مذاق رمضان حلاوة لاتنسي


تهل نسائم رمضان و ايامه المباركة و كأنها تحمل لنا مزيدا من الطاقات الروحية المغذية للروح والوجدان .. و لكنها ايضا تجدد لنا ذكريات الأمس القريب التى كانت لنا مع حبايب كانوا لنا حياة وعزوة لمن فقد غالى حبيب هكذا نتلقاها تلك الايام تقرباً وحباً و شجناً يحتل كافة ثنايا الوجدان وخلجات النفس المتعطشة لقبلة او عناق لحبايبنا التى حملتهم الايام لمكان اخر غير هنا ، ونحن نتذكر ضحكاتهم و مداعباتهم و رعايتهم و حتى رائحة انفاسهم و عبق مكانهم الذى ترك داخلنا اعظم آثر ..
ولأننا نؤمن ان لكل وقت اذان و حلاوة وأن الحياة لا ترجع للوراء ومستمرة و ان الاقدار بيد الله وحدة وانه خلقنا فى كبد و لنعافر ونناضل من اجل العيش والحياة والأخرين .. وأن المذاق الحلو يأتى من بين اناملنا ويقطر حين يتجلى عملنا وعطاءنا تسمو حياتنا تثمر لنصنع واقعنا بمذاق اليوم الحلو الذى يجعلنا نبقى .
ولكننا لطالما لا نستطيع ابداً ان نجيب على سؤال مشاغب يقفز فى سرائرنا يسأل عن ماهية و نتيجة مقارنة مذاق حلاوة الأمس باليوم .. هذا السؤال العتى العنيد غير المحايد المجيب فى باطنه الذى يدعى أن اليقين بالأحلى قد يكون لصالح الفقد وايام الامس وناسها الحلوة .. وأن لأيام رمضان فى حضرة دفئ و حنان ورعاية هذا الأمس بأشخاصه المحبين كانت الأروع فهم كانوا لنا منبع وواحة ومساحة مطلقة تبعث اشعاعات نور و نقاء داخل نفوسنا لتجعل الايام المباركة اكثر بركة .
تلك المساحات من الذكريات الموجعة والتى يتلفحها شجن جم مصحوب بابتسامة حنين موجعة ..والتى رغم عمقها لن تكون يوما هادم لمذاق اليوم الذى يستقر داخلنا بحلاوة نرجوها ان تزداد لأننا لغيرنا ايضا اصبحنا تلك المساحة والواحة المطمئنة الباعثة لومضات نور لاحباء هم أيضا لا يقلون قربا عن احباء الأمس .. وقد يكون اليوم فى حلاوته لهم أكثر من حلاوة الغد .
لتكن هذه سلوى لنا إذا إحتلتنا ذكريات الحنين لدفئ رمضان الأمس ولتكن تلك الذكريات معلمة لنا كيف يكون الحب .. ولتكن تلك الذكريات شاحن وحافز لنا لتضخ بحياتنا مزيداً من طاقات النور والحنان وروعة الامس بملامح اليوم .. لتكن