حذر الشيخ رمضان عبد المعز من خطورة الغفلة ولهو القلوب التي تبعد الإنسان عن خالقه وتجعله غير مستعد ليوم الحساب، مؤكدًا أن العلاج والوقاية يكمنان في ذكر الله الذي وصفه بأنه "سلاح المؤمن".

جاء ذلك خلال حلقة من برنامجه "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، أثناء تفسيره لسورة "الأنبياء".

واستهل الشيخ رمضان حديثه بالإشارة إلى الآيات الأولى من سورة الأنبياء، وقال: "تبدأ السورة بإنذار عظيم في قوله تعالى: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ)". وأوضح أن القرآن الكريم يصف حال هؤلاء الناس بأنهم يستمعون إلى ذكر ربهم وهم يلعبون، والسبب في ذلك هو (لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ)، أي أن قلوبهم منشغلة بالدنيا وملذاتها عن التدبر والتفكر.

وأضاف عبد المعز أن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، وأوضح قائلاً: "عندما يذنب الإنسان، تُنكت في قلبه نكتة سوداء، فإن لم يتب ويستغفر، تتراكم هذه النقاط حتى يسود القلب كله، وهو ما يسمى بـ 'الران' الذي ذكره الله في قوله: (كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ)".

وشدد الشيخ رمضان على أن هذا الصدأ الذي يغطي القلب يحجبه عن رؤية الأنوار الإلهية وفهم آيات الله، مما يؤدي إلى عواقب وخيمة في الآخرة، حيث يُحجب الإنسان عن ربه يوم القيامة.

وفي ختام حديثه، قدم الشيخ عبد المعز الحل لهذه المشكلة القلبية الخطيرة، وقال: "إن القلوب تصدأ وجلاؤها ذكر الله. سلاح المؤمن الحقيقي الذي يحافظ به على قلبه هو ذكر الله عز وجل". ودعا المشاهدين إلى الإكثار من ذكر الله للحفاظ على قلوبهم نقية وموصولة بخالقها، استعدادًا لليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.