أزهري: الرشوة جريمة مركّبة تهدم العدل وتطيح بثقة المجتمع


قال الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء الأزهر الشريف، إنّ الرشوة مرض اجتماعي خطير يؤدي إلى هلاك المجتمعات، لأنها تقوّض الثقة بين الناس، وتُشعر الفرد بأنه قد يفقد حقه لصالح من يملك مالًا أو واسطة، مما يهدم مبدأ تكافؤ الفرص ويصنع حالة عامة من فقدان الأمان والعدالة.
وأوضح الدكتور أبو عمر، خلال لقائه مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس اليوم الخميس، أن الرشوة لا تُفقد الناس الثقة في بعضهم فحسب، بل تُفقدهم الثقة أيضًا في المؤسسات، لأن وجود شخص فاسد في موقع مسؤولية يجعل تغيير القرارات أو تعطيل الحقوق أمرًا سهلًا مقابل منفعة محرّمة، وهو ما يفتح الباب واسعًا أمام الفساد والانحراف.
وأكد أن الإسلام ينظر إلى الرشوة على أنها جريمة مركّبة: جريمة في حق الدين، وجريمة في حق الوطن، وجريمة في حق الإنسان الذي سُلب حقه، مشيرًا إلى أنها اعتداء واضح على مقصد أساسي من مقاصد الشريعة وهو إقامة العدل.
وأضاف، أن النبي صلى الله عليه وسلم حذّر بشدة من هذا السلوك، فقال: «لعن الله الراشي والمرتشي»، مبينًا أن الراشي هو من يدفع مالًا لينال ما ليس له، والمرتشي هو من يأخذ المال لمنح ما لا يملك أو لتسهيل ما لا يجوز، حتى لو كان في بعض الأحيان يعطي صاحب الحق حقه لكنه لا يوصله إليه إلا بعد تضييق عليه ليأخذ مقابلًا بغير وجه حق.
كما نبّه الدكتور أبو عمر إلى خطورة ما يُسمّى الهدايا للموظفين العامين، موضحًا أنه "لا يحل لموظف يتولى مصلحة عامة أن يقبل هدية من أحد لم يكن يهديه قبل توليه المنصب"، لأن هذه الهدية تتحول حينئذٍ إلى رشوة محرّمة تدخل في باب أكل أموال الناس بالباطل.
واردف الدكتور أيمن أبو عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن كذلك الرائش، وهو الوسيط بين الراشي والمرتشي، محذرًا من خطورة هذا الدور الذي يكمل دائرة الفساد، قائلاً إن اللعن عقوبة عظيمة تدل على خطورة هذا الفعل وضرره الشديد على المجتمع والدين.

.jpg)










.jpg)























