كيف تتحرك دول الجوار لإنقاذ ليبيا من الانقسام؟.. نائب ”العربي للدراسات” يوضح


كشف الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، عن تفاصيل وكواليس مهمة من اجتماع وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر الذي عُقد مؤخرًا في الجزائر، ضمن آلية دول الجوار الثلاثية لمناقشة آخر تطورات الأزمة الليبية التي ما زالت تراوح مكانها بين صراع سياسي وانقسام ميداني.
وأوضح غباشي في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن هذا الاجتماع حمل رسائل واضحة للعالم أجمع، مفادها أن البيت العربي قرر أن يتولى بنفسه قيادة الحل في ليبيا، بعيدًا عن التدخلات الأجنبية التي ساهمت في تعقيد الأزمة وإطالة أمدها، مؤكدًا أن مصر وتونس والجزائر تتحرك اليوم وفق رؤية عربية موحدة تستهدف دعم الاستقرار ووحدة الأراضي الليبية.
وأشار نائب رئيس المركز العربي إلى أن خريطة الطريق الجديدة التي خرج بها الاجتماع تعتمد على مجموعة من الخطوات المحورية، في مقدمتها إلزام الأطراف الليبية بجدول زمني محدد لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وتشكيل حكومة انتقالية موحدة تشرف على العملية الانتخابية، إلى جانب توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية وخروج المرتزقة الأجانب بشكل كامل من الأراضي الليبية.
وأضاف غباشي أن القاهرة تؤدي دورًا محوريًا في هذا الملف من منطلق قناعتها الراسخة بأن أمن ليبيا جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، مشيرًا إلى أن مصر تتحرك بحكمة بين دعم الاستقرار في ليبيا وبين احترام مبدأ الملكية الليبية للحل.
وأكد أن الأزمة الليبية لن تُحل إلا بوجود إرادة سياسية وطنية صادقة من الداخل الليبي، وأن ما تقوم به دول الجوار الثلاثية هو توفير المظلة السياسية الآمنة التي تُمكّن الليبيين من التوافق على مستقبل دولتهم، لافتًا إلى أن غياب هذه الإرادة هو ما جعل الأزمة تتأرجح طوال السنوات الماضية رغم تعدد المبادرات الدولية.
واختتم غباشي حديثه بالتأكيد على أن ما يحدث اليوم يمثل بداية مرحلة جديدة من التنسيق العربي الجاد، مشيرًا إلى أن نجاح هذه الآلية في ليبيا قد يفتح الباب أمام نموذج عربي جديد في إدارة الأزمات الإقليمية بعيدًا عن الوصاية الخارجية أو الحسابات الدولية الضيقة.

.jpg)










.jpg)






















