قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن آلية دول الجوار الثلاثية بين مصر وتونس والجزائر تمثل فرصة حقيقية لتقريب وجهات النظر الليبية – الليبية، ويمكن أن تكون بديلًا فعّالًا للتدخلات الخارجية التي أسهمت في إطالة أمد الأزمة بدلاً من حلها.
وأوضح غباشي في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن هذه الآلية تُوجه رسالة قوية إلى القوى الدولية والإقليمية بأن الحل في ليبيا يجب أن يكون عربيًا خالصًا، ومن داخل البيت العربي، بعيدًا عن محاولات التدويل التي أضعفت العديد من الملفات العربية الأخرى.
وأضاف: "أتمنى أن تكون هذه الخطوة نموذجًا يُحتذى في ملفات عربية أخرى، لأن أخطر ما يواجه قضايا المنطقة هو تدويلها وإخراجها من السياق العربي".

وأكد نائب رئيس المركز العربي أن اجتماع وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر جاء ليعبر بوضوح عن قناعة جماعية بضرورة أن يكون الحل من داخل ليبيا وبإرادة الليبيين أنفسهم، مشيرًا إلى أهمية إلزام الأطراف الليبية بجدول زمني محدد لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والاستفتاء على الدستور، حتى لا تظل الجهود حبيسة الاجتماعات والبيانات.
وأشار غباشي إلى أن الوصول إلى حل حقيقي يتطلب قناعة داخلية من الأطراف الليبية بأن مصلحة الدولة الليبية فوق أي اعتبارات شخصية أو فئوية، وأن المرحلة الانتقالية القادمة يجب أن تشهد تشكيل حكومة موحدة تقود البلاد نحو انتخابات شاملة تضع حدًا لحالة الانقسام.
وشدد على أن موقف مصر من الأزمة الليبية ثابت وواضح، فهي تدعم وحدة ليبيا وترفض أي تدخل أجنبي في شؤونها، وهو ما تؤكد عليه القيادة المصرية في كل المحافل، من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى وزير الخارجية ورئيس الوزراء، عبر الدعوة الدائمة إلى خروج المرتزقة وتفكيك الميليشيات المسلحة.
وأضاف غباشي أن الأزمة الليبية لا تتوقف عند حدود التدخلات الإقليمية أو الدولية، بل تتعمق بسبب انتشار الميليشيات المسلحة ووجود أكثر من 20 مليون قطعة سلاح خارج سيطرة الدولة، وهو ما وصفه المبعوث الأممي السابق غسان سلامة بأنه "أخطر ما يواجه الحل الليبي".
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الإرادة السياسية الصادقة من الأطراف الليبية هي الشرط الأساسي للحل، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك القدرة والخبرة لتقريب وجهات النظر، خصوصًا إذا تضافرت جهودها مع تونس والجزائر ضمن هذه الآلية الإقليمية الفاعلة.