هل شرب الشاى أو القهوة يخفف من الصداع.. اعرف رأى الأطباء


بالنسبة لملايين الناس، يُعد الكافيين أكثر من مجرد طقوس صباحية، إنه علاج يمنحهم الهدوء واليقظة خاصة في الصباح، ولطالما اكتشف العلماء أن الكافيين يتفاعل مع تدفق الدم ومستقبلات الدماغ بطرق تُخفف الصداع وتُثيره، وهو توازن دقيق يعتمد على كيفية وتوقيت وسبب شربه، وهو ما يوضحه تقرير موقع "تايمز أوف انديا".
ماذا تقول الدراسات؟
تشير دراسة نشرت في مجلة الصداع والألم إلى أن تناول ما يقرب من 100 إلى 150 مليجرامًا من الكافيين (أي ما يعادل كوبًا صغيرًا من القهوة) يمكن أن يساعد في تقليل الصداع وحتى منعه، ويوضح الدكتور عماد استمالك، طبيب الأعصاب في عيادة كليفيلاند: "على سبيل المثال، إذا كنت تعاني من الصداع النصفي، فإن الأوعية الدموية في دماغك تتوسع (أو تصبح أكثر انفتاحًا)"، ويمكن لتناول كمية مناسبة من الكافيين أن تُضيق الأوعية الدموية، وبالتالي يعمل الكافيين كمُضيق للأوعية الدموية، وهذا التأثير يُمكن أن يُخفف مؤقتًا الألم الناتج عن صداع التوتر والصداع النصفي، واللذان غالبًا ما يرتبطان بتوسع الأوعية الدموية.
متى يصبح الكافيين مشكلة؟
الإفراط في تناول مشروبات الكافيين ليس بالضرورة الأفضل، حيث يحذر الدكتور إستمالك قائلاً: "إذا تناولت كميات كبيرة من الكافيين، فقد يكون له تأثير معاكس، إذ يُسبب الصداع ويزيد من وتيرة نوباته، ولا يقتصر الأمر على القهوة فحسب، بل يشمل جميع المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو مشروبات الطاقة"، حيث إن الإفراط في تناول الكافيين يمكن أن يؤدي إلى حالة تعرف باسم صداع الإفراط في تناول الكافيين، حيث يؤدي الإفراط في تناوله إلى تفاقم الألم بدلاً من تخفيفه.
ومن جانبها، صرحت الدكتورة كاتي مونرو، طبيبة عامة وخبيرة في المركز الوطني للصداع النصفي، لـ"بي بي سي" مؤخرًا أن التوقف المفاجئ عن تناول الكافيين قد يُسبب صداعًا ناتجًا عن الانسحاب، حيث يتكيف الجسم مع غيابه، كما تنصح الدكتورة مونرو بعدم تناول القهوة بعد الظهر والمساء، لأنها قد تُسبب اضطرابًا في دورة النوم.
لا تستجيب جميع أنواع الصداع للكافيين
بينما يُمكن للكافيين أن يُساعد في علاج صداع التوتر والصداع النصفي، يُوضح الدكتور إستمالك أنه لا يُساعد في تخفيف كل أنواع الصداع، موضحًا: "يحدث توسع الأوعية الدموية خلال هذه الأنواع من الصداع، ويمكن لمشروبات الكافيين تقليص الأوعية الدموية، لأنها تعمل كمُضيق للأوعية الدموية"، ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالصداع العنقودي، فإن الكافيين ليس له نفس التأثير، حيث يقول الدكتور إستمالك: "تختلف الفسيولوجيا المرضية، أو التغيرات الجسدية والوظيفية التي تحدث أثناء الصداع العنقودي، عن صداع التوتر والصداع النصفي".
ويشير الطبيب أيضًا إلى أن صداع الجيوب الأنفية لا يتحسن مع مشروبات الكافيين، ويوضح قائلًا: "الضغط الذي تشعر به مع صداع الجيوب الأنفية يعني وجود اختلال في الضغط في الجيوب الأنفية، وهذا ما يسبب الكثير من هذا الصداع والضغط الجبهي لدى الناس".
رغم أن مشروبات الكافيين قد تبدو حلاً سريعًا أحيانًا، إلا أنه لا ينبغي أن تكون بديلاً عن التقييم الطبي المناسب، حيث يجب دائمًا مناقشة الصداع المستمر أو المتفاقم، أو أي تغير في نمطه، أو أي ألم يعيق الحياة اليومية مع الطبيب.

.jpg)










.jpg)






















