طبيب أمريكى يقدم وصفة غذائية للوقاية من السرطان


كشف طبيب أمريكي متخصص في أمراض الجهاز الهضمي عن 3 أطعمة فعالة قد تساعد الجسم على مقاومة السرطان بشكل طبيعي، لما تحتويه من مركبات غذائية قوية تساهم في منع نمو الخلايا السرطانية، ودعم الجهاز المناعي، وحماية الحمض النووي من التلف، هذه الأطعمة، بحسب الطبيب، هي الجزر، والثوم، والبروكلي، التي وصفها بأنها "الأطعمة التي يخاف منها السرطان".
وأوضح الدكتور سوراب سيثي، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي والمدرب في جامعة هارفارد، أن النظام الغذائي المتوازن يلعب دورًا محوريًا في الوقاية من الأمراض المزمنة، وعلى رأسها السرطان.
وأكد أن الأطعمة التي تحتوي على مضادات أكسدة ومركبات مضادة للالتهابات تساهم في تقليل خطر الإصابة بالسرطان، خاصة في ظل تزايد معدلات الإصابة بين فئات الشباب حول العالم.
الجزر مضاد أكسدة قوي يحارب الجذور الحرة
الجزر من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية المهمة، ويتميز بلونه البرتقالي الزاهي الذي يرجع إلى احتوائه على مركبات الكاروتينات، وهي مضادات أكسدة قوية تحمي الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة. وتشير الدراسات إلى أن زيادة استهلاك الجزر يقلل من خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، أبرزها سرطان المعدة، والبروستاتة، والقولون، والمستقيم.
ويحتوي الجزر على مركبات بيتا كاروتين وألفا كاروتين، وكلاهما يتحول في الجسم إلى فيتامين أ، الذي يلعب دورًا مهمًا في تنظيم نمو الخلايا والحفاظ على سلامة أنسجة الجسم. كما أن هذه المركبات تساهم في تحييد الجذور الحرة التي تسبب الأضرار الجينية، وبالتالي تساعد في منع تكوّن الخلايا السرطانية.وأكد الطبيب أن تناول الجزر بانتظام ضمن النظام الغذائي الأسبوعي يعد وسيلة فعالة لتعزيز مناعة الجسم ضد السرطان.
الثوم السلاح الكبريتي ضد الخلايا السرطانية
الثوم، الذي يُستخدم منذ قرون كعلاج طبيعي، يتميز بخصائص فريدة تجعله من أقوى الأطعمة في مكافحة السرطان. ويعود ذلك إلى احتوائه على مركب الأليسين، وهو مركب كبريتي عضوي يُطلق عند سحق الثوم أو تقطيعه. وأوضح الدكتور سيثي أن الأليسين يساهم في حماية الحمض النووي من التلف، ويُبطئ نمو الخلايا غير الطبيعية التي قد تتحول إلى خلايا سرطانية.
ولا يقتصر دور الثوم على الأليسين فحسب، بل يحتوي أيضًا على مركبات كبريتية أخرى مثل ثنائي أليل ثلاثي الكبريتيد (DATS)، التي تُحفّز عملية موت الخلايا المبرمج داخل الخلايا السرطانية، وتمنعها من الانقسام بشكل غير طبيعي. كما أن الثوم يُعد مضادًا قويًا للأكسدة، يعمل على إزالة الجذور الحرة وتقليل الالتهابات التي تعتبر بيئة خصبة لتطور السرطان.
ونصح الطبيب بتجنب طهي الثوم على درجات حرارة مرتفعة جدًا، لأنها تدمر مركب الأليسين الفعّال، مشيرًا إلى أن أفضل طريقة للحصول على فوائده هي ترك الثوم المفروم لمدة عشر دقائق قبل الطهي أو تناوله نيئًا ضمن الوجبات.
البروكلي
أما البروكلي، فيُعتبر من أكثر الخضراوات الصليبية فاعلية في مكافحة السرطان، بفضل احتوائه على مركب طبيعي يُعرف باسم السلفوروفان. هذا المركب أثبتت الدراسات العلمية قدرته على منع نمو الخلايا السرطانية، وتحفيز الجسم على إنتاج الإنزيمات التي تساهم في التخلص من المواد السامة.
وأشار الدكتور سيثي إلى أن براعم البروكلي الصغيرة تحتوي على تركيز أعلى من السلفوروفان، يصل إلى مئة ضعف مقارنة بالبروكلي الناضج، وهو ما يجعلها خيارًا مثاليًا لتعزيز المناعة ومقاومة الخلايا السرطانية. وأوصى بطهي البروكلي على البخار لفترة قصيرة للحفاظ على فوائده الغذائية وعدم فقدان المركبات الفعالة فيه.
كما يحتوي البروكلي على مجموعة من العناصر المهمة الأخرى مثل الكاروتينات، وفيتامين سي، والجلوكوزينولات، التي تعمل على تثبيط إنزيمات السرطان وتقليل الالتهابات، بالإضافة إلى حمض الفوليك الذي يساعد على تجديد الخلايا، والألياف الغذائية التي تساهم في تحسين صحة الجهاز الهضمي وخفض الكوليسترول.
نمط حياة صحي خط الدفاع الأول ضد السرطان
وأكد الدكتور سيثي في ختام حديثه أن السرطان لا يحدث بين ليلة وضحاها، بل هو نتيجة لتراكم عوامل متعددة، من بينها النظام الغذائي غير الصحي ونقص النشاط البدني والتعرض المستمر للسموم لذلك فإن تبني نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه، خاصة تلك التي تحتوي على مركبات مضادة للأكسدة مثل الجزر والثوم والبروكلي، يعتبر من أفضل الطرق الطبيعية لتعزيز مناعة الجسم ومقاومة السرطان في مراحله المبكرة.
وشدد الطبيب على أهمية الوعي الغذائي، معتبرًا أن الوقاية تبدأ من المطبخ، وأن اختيار الأطعمة الصحيحة قد يكون الخط الفاصل بين الصحة والمرض.
وأضاف أن "الطعام يمكن أن يكون دواءً إذا استُخدم بطريقة صحيحة"، داعيًا الناس إلى إعادة النظر في عاداتهم الغذائية اليومية، واستبدال الوجبات السريعة والمصنعة بأطعمة طبيعية تساعد الجسم على الشفاء الذاتي.

.jpg)










.jpg)






















