خالد مصطفى يكتب: علاج الفنانين على نفقة الدولة رسالة وفاء من الرئيس السيسى


هي بالفعل لفتة إنسانية تلقى تقديراً كبيراً سواء من الوسط الفني أو من الجمهور فاهتمام الدولة برعاية الفنانين خصوصاً كبار السن منهم أو من يمرون بظروف صحية صعبة يعكس تقديراً لدورهم في تشكيل الوعي والثقافة والفن عبر عقود طويلة كما أن هذه الخطوة تُسلّط الضوء على أهمية الفن كقوة ناعمة لمصر وعلى تقدير الدولة لمن ساهموا في تاريخها الفني تأتي مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي بعلاج الفنانين على نفقة الدولة كواحدة من أجمل اللفتات الإنسانية التي تعكس تقديراً عميقاً لدور الفن في حياة المصريين فالفنانون لم يكونوا يوماً مجرد مؤدين بل كانوا ذاكرة وطن وحملة للهوية والثقافة وصوتاً يعبر عن وجدان الشعب عبر زمن طويل هذه الخطوة ليست مساعدة مادية بقدر ما هي اعتراف رسمي بقيمة الرحلة التي خاضها هؤلاء المبدعون هي رسالة تقول إن ما قدموه من فن ضحك دموع أغنيات مشاهد خالدة ومواقف لا تُنسىى لم يذهب هباء وأن الوطن لا ينسى أبناءه حين يشتد بهم المرض أو تتكاثر عليهم الأعباء و في لحظات معينة لا تُقاس القرارات بقيمتها الإجرائية بل بما تحمله من روح ومن بين هذه اللحظات برز قرار علاج الفنانين على نفقة الدولة بوصفه لفتة تتجاوز حدود الدعم الصحي إلى مساحة أرحب من التقدير والاعتراف فالفنانون هؤلاء الذين عزفوا على أوتار مشاعر الناس وملأوا البيوت ضحكًا ودهشة وتركوا في الذاكرة أعمالاً صارت جزءاً من هوية مصر لم يكونوا يوماً مجرد أصحاب مهنة بل كانوا شهوداً على وجدان الأمة ومرآتها وعندما تأتي رعاية الدولة لهم في لحظات المرض أو الضعف فهي تحمل معنى عميقاً أن الوطن لا ينسى من حملوا صورته بأصواتهم وملامحهم ونبضهم وأن العطاء لا يُقابَل بالنسيان ان هذا القرار يعكس وجهاً إنسانياً يليق ببلد لطالما كان فيه الفن ضميراً حياً وشريكاً صامتاً في تشكيل الوعي وهو أيضاً رسالة تقدير لمشوار طويل من الإبداع الذي ظل رغم كل شيء جزءاً أصيلاً من القوة الناعمة لمصر إن تكريم المبدعين في أعمارهم المتأخرة هو تكريم لسنوات من الفرح الذي منحوه للناس وهو قبل ذلك منح للإنسان قيمته وللفن منزلته وللوطن صورته الأكثر رحمة ان هذه اللحظات لا تُقاس بالأرقام بل بما تُوقظه في القلب من دفء ومن بين تلك اللحظات تأتي مبادرة علاج الفنانين على نفقة الدولة لتعيد إلى الواجهة قيمة ظلت دائماً جوهرية لأن الإبداع جزء من دم هذه البلاد وأن من أضاءوا لياليها لا ينبغي أن يُتركوا في العتمة حين يثقل الجسد أو يبهت العمر فالفنان ليس مجرد وجه على شاشة ولا صوتاً يمر عبر الأثير فالفنان ذاكرة شعب وحارس لحكاياته ومترجم صادق للألم والبهجة والدهشة هو الذي طالما أعطى دون أن ينتظر وترك خلفه أعمالاً تشبه الأنهار تجري في وجدان الناس دون توقف وحين تمتد يد الدولة لتساند هؤلاء في أوقات المرض فالأمر يتجاوز الدعم الطبي إلى معنى أعمق ويُعد اعتراف بجميل الفن وبأن ما يُسهم في تشكيل الروح يستحق أن يُصان باحترام إن رعاية من أفنوا حياتهم لإسعاد الناس تعكس وجهاً حضارياً وإنسانياً لمصر بلد يعرف كيف يكرم رموزه ويحفظ لهم قدرهم إنها لفتة إنسانية تضع الفن في مكانه الطبيعي فهو قيمة لا تُشترى، وذاكرة لا تُهمل ورمزاً لا يُسمح له أن ينطفئ وحيداً ومهما اختلفت الأزمنة يبقى الجميل ثابتاً أن الوطن حين يعتني بمبدعيه فهو في الحقيقة يعتني بصورته وبثقافته وبإنسانيته ذاتها.

.jpg)


































