نظم المجلس القومي للمرأة، الأحد، لقاءً للإعلان عن جوائز المسابقة البحثية بعنوان "التمكين السياسي للمرأة المصرية.. تحديات ومؤشرات"، بحضور الدكتورة نسرين البغدادي نائبة رئيسة المجلس، والدكتورة رشا المهدي عضو المجلس ومقررة لجنة المشاركة السياسية، واللواء رفعت قمصان عضو لجنة المشاركة السياسية، والدكتورة دينا الجندي المقرر المناوب للجنة، وعبير أبو العلا المديرة العامة للإدارة العامة للبحوث بالمجلس.

واستهلت نسرين البغدادي اللقاء بنقل تحيات المستشارة أمل عمار رئيسة المجلس القومي للمرأة، مؤكدة أن اللقاء يمثل احتفاءً بالفكر والمعرفة وتسليطًا للضوء على واحدة من أهم قضايا التمكين وهي التمكين السياسي للمرأة المصرية باعتباره ركيزة أساسية في بناء الدولة الحديثة القائمة على العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.

أوضحت أن هذه المسابقة تأتي في إطار اهتمام المجلس المستمر بتعزيز البحث العلمي كأداة داعمة لصانعي القرار وتطوير السياسات العامة المبنية على البيانات والتحليل الموضوعي، مشيرة إلى أن التمكين الحقيقي يبدأ من الوعي والعلم والقدرة على إدراك التحديات والفرص.

أكدت أن السنوات الأخيرة شهدت طفرة غير مسبوقة في مجال تمكين المرأة المصرية في ظل القيادة السياسية الواعية التي جعلت من دعم المرأة وتمكينها هدفًا وطنيًا واستراتيجية للدولة، تُرجمت إلى واقع ملموس من خلال تولي المرأة مواقع قيادية لم تصل إليها من قبل؛ ما جعلها اليوم شريكًا في صنع القرار وصاحبة دور مؤثر في صياغة مستقبل الوطن.

أشارت إلى أن تنظيم المسابقة يتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية القادمة، في دلالة واضحة على أن التمكين السياسي لا يتحقق بالتشريعات وحدها، بل بالعلم والفكر والوعي الذي يُترجم إلى مشاركة نسائية واعية وقادرة على التأثير الإيجابي في المشهد السياسي.

وقالت إن المجلس سيظل داعمًا ومساندًا لكل ما يعزز مشاركة المرأة السياسية من خلال برامج التوعية وبناء القدرات وتنمية مهارات القيادة وإتاحة مساحات الحوار والمشاركة المجتمعية، مؤكدة أن تمكين المرأة لا يقتصر على المناصب بل يقوم على الوعي والقدرة على اتخاذ القرار والمساهمة في تطوير الحياة العامة.

ووجهت الشكر إلى الإدارة العامة للبحوث لإطلاقها هذه المبادرة البحثية المتميزة، وإلى لجان التحكيم وجميع المشاركين والمشاركات، مهنئة الفائزين بما قدموه من أعمال تثري قضية التمكين السياسي وتدعم جهود الدولة لبناء مجتمع أكثر عدالة وشمولًا.

من جانبها، أكدت الدكتورة رشا المهدي أن لقاء اليوم يُعد احتفالًا بثمرة وعي جديد تشكل في ظل قيادة سياسية حكيمة آمنت بقدرات المرأة المصرية وراهنت على وطنيتها، لتصبح المرأة اليوم نموذجًا حيًا للقيادة والإدارة والمشاركة في صياغة مستقبل وطنها.

وأوضحت أن الأبحاث المقدمة للمسابقة ليست مجرد أوراق علمية، بل هي شهادات وعي وتوثيق لمرحلة مضيئة من تاريخ المرأة المصرية، مشيرة إلى أن المسابقة استقبلت 75 بحثًا من 25 محافظة، من بينها 56 بحثًا أعدّته سيدات من مختلف قطاعات الدولة و16 بحثًا تقدم به رجال مؤمنون بأهمية تمكين المرأة ودعم مشاركتها.

أعربت المهدي عن فخرها بهذا الحضور البحثي المتميز الذي يعكس وعي شباب الوطن وإصرارهم على المساهمة في مسيرة البناء والتنوير، موجهة الشكر والتقدير إلى المستشارة أمل عمار على دعمها الدائم وإتاحة الفرصة لإطلاق مثل هذه المبادرات البحثية التي تمثل باكورة لسلسلة من الأنشطة والبرامج الرامية إلى بناء وعي سياسي جديد لدى جيل كامل من الشباب.

وفي ختام اللقاء، تم إعلان نتائج المسابقة حيث فاز بالمركز الأول الدكتور محمد حساني يونس (دكتوراه الإعلام وتكنولوجيا الاتصال من محافظة الأقصر)، وبالمركز الثاني الأستاذة إيمان علي حسين متولي (مدربة الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي والناشر الدولي في مجال التأمين ضد الاختراق الإلكتروني من محافظة الجيزة)، فيما فاز بالمركز الثالث الدكتور عبداللطيف أبو بكر أحمد (مدرس العلوم السياسية المساعد بكلية السياسة والاقتصاد بجامعة بني سويف من محافظة أسيوط).. كما تم تكريم الباحثات والباحثين المشاركين الذين قدموا أبحاثًا علمية ثرية أثرت النقاش الأكاديمي حول قضايا التمكين السياسي للمرأة المصرية.