خبير دولي: اتفاق شرم الشيخ تتويج لتحركات مصرية مكثفة منذ أكتوبر الماضي


أكد الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، أن الدور المصري خلال الأسابيع الماضية مثّل نقطة تحول محورية في مسار الأزمة الإقليمية، موضحًا أن الوفد الأمني المصري لعب دورًا بطوليًا في احتواء الموقف وإنقاذ المنطقة من حرب ممتدة كانت ستلتهم الأخضر واليابس.
وقال العزبي خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إن الجهود التي قادتها الدولة المصرية بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وضعت خطوطًا حمراء واضحة أمام أي مساس بالأمن القومي المصري أو العربي، مضيفًا أن مصر استطاعت جمع الأطراف المتنازعة على طاولة واحدة بعد شهور طويلة من التوتر والعنف، في مشهد يعكس ثقة العالم في حياد ووزن القاهرة السياسي.
وأشار إلى أن اتفاق شرم الشيخ جاء تتويجًا لسلسلة من التحركات الدبلوماسية والأمنية المكثفة التي بدأت منذ الثامن من أكتوبر، حيث تحركت المخابرات العامة المصرية بقيادة اللواء حسن رشاد نحو بناء جسور تفاهم بين جميع الأطراف، مؤكدًا أن الوفد الأمني أدار المفاوضات بحكمة وصبر واحترافية نادرة، ونجح في تفكيك عقد الأزمة خطوة بخطوة.
وأوضح العزبي أن الاتصالات التي أجراها الوفد المصري مع الجانب التركي والقيادات الفلسطينية في حركة حماس كانت حاسمة في تهدئة الموقف وتغيير مسار الأحداث، إذ تم إقناع الأطراف المتنازعة بقبول خطة سلام مرحلية لتفويت الفرصة على محاولات التصعيد الإسرائيلية.
وأضاف أن موافقة حركة حماس المفاجئة على الخطة الأمريكية المعدّلة أربكت حسابات حكومة الاحتلال التي كانت تراهن على الرفض لتبرير استمرار القتال، مشيرًا إلى أن تزامن إعلان الموافقة الفلسطينية مع توجيه البيت الأبيض أوامر بوقف القتال كشف مدى التأثير الحقيقي للتحركات المصرية في إعادة ضبط المشهد الدولي.
وأكد خبير العلاقات الدولية أن القاهرة لا تسعى لمجد سياسي، بل لاستقرار المنطقة، مشددًا على أن مصر نجحت في فرض معادلة جديدة تقوم على السلام مقابل الإنسانية، وليس على معادلات القوة أو الإملاءات.
واختتم العزبي حديثه قائلًا: "لقد أنقذ الوفد الأمني المصري المنطقة من حرب ممتدة، وأثبت أن مصر تملك من الحكمة والحنكة ما يجعلها صمام الأمان الحقيقي للشرق الأوسط بأسره."