ما يجب على الحوامل معرفته عن مدى أمان المسكنات


أثار إعلان جديد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA" جدلاً واسعاً حول سلامة استخدام دواء الباراسيتامول، المعروف في الولايات المتحدة باسم "تايلينول"، أثناء الحمل، بعد الإشارة إلى احتمال وجود علاقة بين تناوله وبين إصابة الأطفال لاحقاً باضطراب طيف التوحد، وفقاً لموقع "تايمز ناو".
وبينما تؤكد بعض الدراسات السابقة وجود علاقة محتملة، فإن خبراء الصحة حول العالم شددوا على أن الأدلة العلمية لا تزال غير قاطعة، وأن إصدار مثل هذه التحذيرات قد يسبب قلقاً غير مبرر للأمهات الحوامل.
ما هو الباراسيتامول وما علاقته بالتايلينول؟
يعتبر الأسيتامينوفين أو الباراسيتامول واحداً من أكثر الأدوية استخداماً على مستوى العالم لتخفيف الألم وخفض الحمى ويعرف في أوروبا وأستراليا ونيوزيلندا والهند باسم "باراسيتامول"، بينما يُباع في الولايات المتحدة تحت الاسم التجاري "تايلينول"، وهو الدواء الأكثر شيوعاً بين النساء الحوامل.
وتشير التقديرات إلى أن ما يقرب من نصف النساء الحوامل حول العالم يستخدمن هذا الدواء خلال فترة الحمل.
تحذير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية
أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أنها ستضع ملصق تحذير جديد على عبوات الدواء، ينبه إلى احتمال وجود صلة بين استخدام الأسيتامينوفين أثناء الحمل وزيادة خطر إصابة الأطفال بالتوحد.
جاء ذلك بعد أن أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القضية قائلاً إن تناول تايلينول "غير مفيد" للنساء الحوامل، وحثهن على تجنبه إلا في حالات الحمى الشديدة.
ما هو التوحد؟
يعرف اضطراب طيف التوحد بأنه أحد الاضطرابات النمائية العصبية التي تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، ويتميز بصعوبات في التفاعل الاجتماعي والتواصل، إضافة إلى أنماط سلوك متكررة أو مقيدة.
وقد أظهرت الإحصاءات ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات التشخيص خلال العقود الأخيرة في العديد من الدول، وهو ما أثار تساؤلات حول الأسباب والعوامل البيئية المحتملة.
جدل علمي بين الدراسات
رغم المخاوف المثارة، فإن الدراسات العلمية التي بحثت في العلاقة بين الأسيتامينوفين والتوحد جاءت متباينة في نتائجها.
في عام 2008، أشارت دراسة إلى أن استخدام الأسيتامينوفين لدى الأطفال الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 شهراً ارتبط بزيادة احتمالية الإصابة بالتوحد لاحقاً، لكن الباحثين أوضحوا أن النتائج لم تكن قاطعة.
في عام 2019، وجدت دراسة أُجريت في كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة علاقة محتملة بين التعرض للأسيتامينوفين قبل الولادة وخطر الإصابة بالتوحد. إلا أن هذه الدراسة كانت محدودة لأنها اعتمدت على بيانات رصدية لا تثبت وجود علاقة سببية مباشرة.
في عام 2024، جاءت واحدة من أكبر الدراسات وأكثرها تأثيراً، حيث حللت سجلات 2.5 مليون طفل في السويد على مدار 25 عاماً.
خلصت هذه الدراسة إلى أنه لا توجد زيادة في خطر الإصابة بالتوحد بين الأطفال الذين تناولت أمهاتهم الباراسيتامول أثناء الحمل، مقارنة بإخوتهم الذين لم تتناول أمهاتهم الباراسيتامول، وقد اعتبرت هذه النتيجة أكثر موثوقية لأنها أخذت في الاعتبار العوامل الوراثية والبيئية المرتبطة بالأسرة.
رأى خبراء الصحة
رغم الضجة الإعلامية، أكد خبراء الصحة حول العالم أن الباراسيتامول لا يزال الخيار الأكثر أماناً للنساء الحوامل مقارنة بغيره من المسكنات، مثل الإيبوبروفين أو الأسبرين، اللذين قد يتسببان في مضاعفات خطيرة خلال الحمل.
وأوضح مسؤولو الصحة في المملكة المتحدة أن الدواء ما زال يعتبر آمناً عند استخدامه بالجرعات الموصى بها ولأقصر فترة ممكنة.
ما الذي يجب على الأمهات الحوامل معرفته؟
-يفضل تناول أقل جرعة فعالة من الباراسيتامول عند الحاجة فقط.
-يجب تجنب الاستخدام المستمر أو اليومي للدواء دون استشارة الطبيب.
-لا ينصح باستخدام بدائل أخرى مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أثناء الحمل، إلا إذا أوصى بها الطبيب.
-من المهم استشارة الطبيب دائماً قبل تناول أي دواء خلال الحمل، لضمان سلامة الأم والجنين.