محمد موسى: حماية القيم مسألة حياة أو موت لمستقبلنا
أكد الإعلامي محمد موسى أنه منذ عام 2016 وهو يتناول ملف البلوجرز ويحذر من خطورتهم على المجتمع، مشيرًا إلى أنه تحدث مرارًا عبر برامجه ومنصاته الإعلامية عن التأثير السلبي المتنامي لهذه الفئة، لكن الظاهرة تضخمت حتى أصبحت اليوم موجة تجتاح السوشيال ميديا وتهدد البنية القيمية للمجتمع من الداخل.
وأوضح محمد موسى خلال تقديم برنامج "خط أحمر" على قناة الحدث اليوم، أن هذه الموجة تضم بلوجرز وتيك توكرز وأشخاصًا ظهروا فجأة من المجهول، وتحولوا إلى مشاهير و"مؤثرين"، لكن تأثيرهم في الغالب سلبي ومدمر، إذ يقدّمون محتوى قائمًا على الاستفزاز والابتذال تحت شعارات مثل "الترند" و"حرية التعبير"، بدلًا من تقديم محتوى تثقيفي أو تعليمي يفتح العقول ويرفع الوعي.
وأشار إلى أن النتيجة كانت جيلًا كاملًا يتربى على قناعة أن الشهرة أسهل طريق للمال، حتى ولو جاءت على حساب الكرامة والأخلاق، بينما يتأثر الأطفال والمراهقون بتقليد تصرفات لا تليق، فضلًا عن التأثير النفسي السلبي على بعضهم حين يقارنون حياتهم بالوهم الذي يعرضه هؤلاء المؤثرون عبر الشاشات.
وكشف موسى أن الخطر الأكبر يتمثل في أن بعض البلوجرز تجاوزوا حدود المحتوى التافه إلى ارتكاب جرائم حقيقية مثل غسل الأموال، واستغلال القُصر، والترويج لسلوكيات مخالفة للقانون والقيم، وكأن الشهرة تمنحهم حصانة ضد العقاب، وهو ما يؤدي إلى تآكل الأخلاق وانهيار القيم وزعزعة احترام القانون، خاصة حين يرى الشباب المخطئين يجنون ملايين الجنيهات.
وأكد أن الرقابة ليست قيدًا على الحرية، بل هي حماية للمجتمع من أشخاص يتعاملون معه كسوق مفتوح يبيعون فيه أي محتوى يجلب المشاهدات، حتى لو كان سمومًا فكرية وأخلاقية. وأشاد بتحرك الدولة لمحاسبة المخطئين، ليس فقط من أجل العقاب، وإنما للحفاظ على هوية المجتمع وشكله الحضاري.
وحذر موسى من أنه إذا تُركت هذه الفوضى بلا ضوابط، فإننا سنستيقظ بعد سنوات على أجيال ضائعة، مشوهة القيم، فاقدة للانتماء الحقيقي، مؤكدًا أن الحرية الحقيقية هي التي تبني وتنهض بالوعي، لا التي تهدم وتدفع المجتمع نحو الانحدار.
واختتم بالتأكيد على أن القانون موجود لحماية مستقبل الوطن، وأن الحفاظ على القيم ليس رفاهية، بل قضية حياة أو موت.