أكد المحامي أشرف فرحات، مؤسس حملة "تطهير المجتمع"، أن ما يقدمه بعض البلوجرز وصنّاع المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي يدخل في إطار الجرائم الإلكترونية التي نصّ عليها قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018، موضحًا أن القانون وضع ضوابط صارمة لاستخدام المنصات الرقمية، واعتبر أي محتوى يسيء إلى القيم أو يحرض على الانحراف أو يروّج لممارسات غير أخلاقية جريمة تستوجب المحاسبة.
وأوضح فرحات خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن أغلب من يُطلق عليهم "مؤثرون" لا يملكون أي مؤهلات حقيقية، ويكتفون بجذب الانتباه من خلال الاستعراض والترويج لأنماط سلوكية شاذة مقابل تحقيق أرباح مالية من الإعلانات والمشاهدات، دون مراعاة للآثار الاجتماعية والنفسية التي تلحق بالشباب والفتيات نتيجة متابعة مثل هذا المحتوى.
وأشار إلى أن خطورة الأمر لا تكمن فقط في صانعي المحتوى، بل أيضًا في الجمهور الذي يتابعهم، مؤكدًا أن "المشاهدات هي التي تصنع النجم الزائف"، حتى لو كان ما يقدمه فارغًا أو مخالفًا للقانون.
تابع: "بعض المتابعين لا يدركون أنهم يشاركون في تضخيم هذا الإسفاف، حتى وإن كانت المتابعة بدافع السخرية أو الفضول."
وشدد فرحات على أن الدولة تولي هذا الملف اهتمامًا بالغًا، حيث تم تخصيص وحدات شرطية داخل مديريات الأمن لرصد جرائم الإنترنت، كما شكّل مكتب النائب العام وحدات للرصد والمتابعة، لمواجهة هذه الظاهرة قانونيًا.
واختتم مؤسس الحملة تصريحاته بالتأكيد على أن محاربة المحتوى الهابط لم تعد خيارًا، بل أصبحت ضرورة وطنية لحماية وعي المجتمع والأجيال القادمة، مضيفًا أن "حرية التعبير لا تعني نشر الفوضى، ولا تسويق الانحلال الأخلاقي على أنه حرية شخصية".