أم مكة قائدة رأي| محمد موسى يهاجم البلوجرز: خطر على الوعي العام


محمد موسى يحذر من تصدير أنماط سلوك منحرفة تحت ستار الحرية الشخصية
محمد موسى: بعض البلوجرز يربحون من الإسفاف ويُشوهون الوعي
أطلق الإعلامي محمد موسى جرس إنذار جديد بشأن ما وصفه بـ"الفوضى الرقمية" التي باتت تُحاصر المجتمع في ظل تصاعد تأثير التكنولوجيا والسوشيال ميديا، معتبرًا أن الواقع الحالي أشبه بغابة مفتوحة، يتحدث فيها الجميع، ويقدم كل فرد نفسه كنموذج يُحتذى، حتى وإن كان خاليًا من أي مضمون حقيقي، أو محمّلًا برسائل سلبية ومدمرة للوعي العام.
أكد محمد موسى خلال تقديم برنامج "خط أحمر" على قناة الحدث اليوم، أن كثيرًا من هذه النماذج اللامعة لا تملك سوى كاميرا، وحسابًا على مواقع التواصل الاجتماعي، مع بعض المهارات في جذب الانتباه، لكنها تفتقر إلى المؤهلات الفكرية أو الأخلاقية أو العلمية، ورغم ذلك، تحولت إلى قدوات زائفة ومؤثرة في عقول الشباب، دون رقابة أو ضوابط، مضيفا: "تخيلوا البلوجر أم مكة قائدة رأي".
وأضاف: "الأزمة ليست في التصوير، أو في الحلم، أو حتى في الحرية، بل في طبيعة المحتوى المقدم؛ الذي بات سطحيًا، استعراضيًا، قائمًا على التفاخر وتجميل الزائف، وتصدير أنماط سلوك منحرفة تُخالف قيم المجتمع، تحت لافتات خادعة مثل الحرية الشخصية أو كل واحد حر في حياته.
وسلط موسى الضوء على الانعكاسات النفسية والاجتماعية لهذه الظاهرة، متسائلًا: "كم فتاة شعرت بالدونية لأن حياتها لا تشبه حياة إحدى البلوجر؟ كم شابًا تعرض للضغط النفسي بسبب صورة زائفة على إنستجرام؟ كم أسرة تهدمت بسبب أوهام الحياة المثالية المصدّرة على مواقع التواصل؟".
وحذر من أن البعض يتربح من هذا الإسفاف، عبر الإعلانات والمحتوى المدفوع، بما يحول الجمهور نفسه إلى وسيلة لتغذية هذا الانحدار الثقافي والأخلاقي.
وأكد موسى أن الخطر الأكبر لا يكمن فقط في الرسائل، بل في الأثر؛ حيث بات البلوجرز نموذجًا للتمرد، والاستهلاك المفرط، وتدمير صورة المرأة، والسطحية، بل ويقدّمون أنفسهم كـ"قادة رأي" رغم غياب الوعي أو التخصص أو أي شعور بالمسؤولية.
وفي ختام حديثه، تساءل موسى: "هل ما نراه هو حرية، أم فوضى؟ هل هي ظاهرة عابرة، أم خطر دائم يُعيد تشكيل وعي الأجيال بطريقة مقلقة؟"، مشددًا على أن القضية أصبحت ضرورة وطنية ومجتمعية، تتطلب المواجهة، وإعادة بناء الوعي في زمن أصبحت فيه الشهرة أكثر أهمية من القيمة، وعدد المتابعين أهم من الاحترام.