أكد الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، أن المشهد الإنساني في قطاع غزة يشهد تلاعبًا إعلاميًا مقصودًا من قبل بعض الأطراف المحسوبة على حركة حماس، مشيرًا إلى أن بعض التصريحات الصادرة من قيادات هاربة ومصنفة على قوائم الإرهاب، تسعى إلى تزييف الحقائق وتحريف الوعي الجماهيري بشأن دخول المساعدات الإنسانية.
وأوضح العزبي في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن رفض بعض هؤلاء لإسقاط المساعدات جوًا بذريعة "الحفاظ على سلامة المدنيين"، يطرح تساؤلات حقيقية حول نية هذه الأطراف في التحكم بالمساعدات والمتاجرة بها داخل القطاع، بدلًا من ضمان وصولها المباشر إلى النساء والأطفال والمحتاجين.
واستنكر العزبي دعوات البعض لـ"فتح معبر رفح عنوة"، واصفًا إياها بالخطابات الانفعالية التي لا تراعي طبيعة الواقع السياسي والعسكري، موضحًا أن معبر رفح مخصص لعبور الأفراد، بينما تدخل المساعدات من معبر كرم أبو سالم الخاضع لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال العزبي إن استهداف الاحتلال يتم عمدًا من داخل المناطق المدنية، لخلق مجازر تُستخدم لاحقًا كورقة ضغط سياسية وإعلامية، مؤكدًا أن هذه الاستراتيجية تمثل جريمة مزدوجة بحق المدنيين وبحق الحقيقة.
كما شدد على أن مصر ترفض الانجرار إلى معركة لا تخصها، مشيرًا إلى خطورة التصريحات التي تصدر من شخصيات مطلوبة أمنيًا، مثل محمد الصغير، والتي تصف إسقاط المساعدات بأنه "حرام شرعًا"، مؤكدًا أن هذه الفتاوى تُوظف لأغراض سياسية لا علاقة لها بالدين.
وكشف العزبي عن أن الاحتلال الإسرائيلي يناقش حاليًا سيناريو احتلال كامل لقطاع غزة، لكنه توقع أن يشمل هذا الاستيلاء نحو 60% من مساحة القطاع، مع إطلاق مشروع الدولة الفلسطينية على أربع مقاطعات، بداية من سبتمبر المقبل.
وأشار العزبي إلى أن هذه التحركات تأتي عقب اعتراف عدة دول أوروبية بالدولة الفلسطينية، متوقعًا أن يتم تنازل الاحتلال عن 40% من غزة كأول مقاطعة في الدولة الجديدة، وأن تبدأ ملامح الدولة بالظهور بدءًا من سبتمبر، وصولًا إلى نهاية مرتقبة لحكومة نتنياهو ما بين أكتوبر ونوفمبر.
ورجح العزبي أن تشهد سوريا قصفًا إسرائيليًا متواصلًا خلال الفترة القادمة، إلى جانب حصار محتمل لمنطقة السويداء، كما توقع محاولة جديدة للتطبيع من قبل "الجولاني"، على أن تنتهي هذه المحاولة بالفشل في نوفمبر المقبل، بحسب تعبيره.
وختم العزبي بأن ما جرى التنبؤ به سابقًا بدأ يتحقق على الأرض حرفيًا، في إشارة إلى دقة الرؤية التحليلية وقراءته المتعمقة للمشهد الإقليمي والدولي.