أستاذة علوم سياسية: الصراع الإيراني الإسرائيلي تحول إلى لعبة ”بينغ بونغ” عسكرية


أكدت الدكتورة نيفين وهدان، أستاذة العلوم السياسية، أن التصعيد العسكري المتبادل بين إيران والاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الثماني والأربعين الأخيرة يُجسد نمطًا من "حرب البينغ بونغ"، إذ يتحرك الطرفان ضمن معادلة ردع متبادلة تقوم على الضربات والردود المتلاحقة، لكن كل طرف يسعى لترسيخ معادلة قوة تُناسب أهدافه الاستراتيجية.
وأوضحت وهدان خلال مشاركتها في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن إسرائيل كانت البادئة بالضربة المفاجئة، في محاولة لإرباك الداخل الإيراني وفرض السيطرة، لكن الرد الإيراني جاء سريعًا ومدروسًا، ليس فقط كردّ اعتبار، وإنما لإرضاء الشارع الإيراني وإثبات جاهزية طهران العسكرية. وأشارت إلى أن إيران سعت من خلال هذا الرد لتأكيد امتلاكها قدرات نوعية، غير تقليدية، بخلاف ما كان يتوقعه الجانب الإسرائيلي.
وأضافت أن إسرائيل، رغم تفوقها في الدفاعات الجوية والتكنولوجيا المتقدمة بما في ذلك "القبة الحديدية" وأنظمة الاستشعار المدعومة من الولايات المتحدة لم تتمكن من منع الاختراقات الإيرانية للعمق الاستراتيجي الإسرائيلي، وهو ما شكل مفاجأة لمخططي الدفاع الإسرائيليين.
كما لفتت إلى أن تل أبيب حاولت استعراض تفوقها الجوي بالهجوم على منشآت إيرانية استراتيجية، بما في ذلك منشآت نووية، وهو ما دفع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو للظهور الإعلامي والتأكيد على قدرتهم في فرض السيطرة الجوية على إيران. ومع ذلك، شددت وهدان على أن التفوق الجوي ليس العامل الحاسم في هذا الصراع المعقد، بل إن التكتيك السياسي والعسكري هو ما سيحسم اتجاهات المعركة.
وختمت بأن السيناريو الأقرب هو الوصول إلى مرحلة تفاوضية، لكن المتصدر لطاولة الحوار سيكون هو الطرف الذي يُثبت في الميدان تماسكه واستراتيجيته، "فالميدان يصنع شرعية التفاوض"، على حد وصفها.