خط أحمر
الأربعاء، 18 يونيو 2025 10:41 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

خارجي

إسرائيل تتفوق جوا وإيران ترد أرضا وشرق أوسط قديم يتداعى

خط أحمر

بعد أعوام من "الحروب بالوكالة" تنتقل المعركة إلى قلب الجغرافيا والسيادة، إذ تسعى إسرائيل إلى فرض تفوقها الاستخباراتي والتكنولوجي، فيما ترد إيران بكثافة صاروخية ومسيرات من عمق أراضيها. تظهر المقارنة العسكرية تفوقاً إسرائيلياً في الجو والبحر والدقة، مقابل إستراتيجية إيرانية تقوم على الردع العددي في ظل تحييد الأذرع الإقليمية.

يجمع مراقبون على أن الحرب بين إسرائيل وإيران ليست مجرد حلقة جديدة في صراع مزمن بين خصمين إقليميين، بل قد يشكل الفصل الأخير من الشرق الأوسط القديم وبداية تشكل معالم النظام الإقليمي الجديد. لعقود، فرضت إيران حضورها في الإقليم من خلال شبكة معقدة من الأذرع المسلحة الممتدة من لبنان وسوريا والعراق إلى اليمن، مارست عبرها نفوذاً سياسياً وأمنياً على دول عربية متصدعة، لكن ما تشهده المنطقة اليوم هو مواجهة مباشرة تنهي مرحلة "الحروب بالوكالة" وتدفع نحو صدام سيادي مكشوف، تختبر فيه القدرات العسكرية والاستخباراتية والتكنولوجية لكلا الطرفين.

في هذا الصراع لم يعد النزال يدور على أطراف الجغرافيا، بل في عمقها، ولا على حساب وكلاء، بل بين دولتين تتنازعان على موقع "الشرطي الإقليمي" في المرحلة المقبلة. من سينتصر في هذه الحرب سيكون الطرف الذي يقود ترتيبات الشرق الأوسط الجديد، على أنقاض نظام إقليمي اهتز طويلاً تحت وطأة التدخلات الإيرانية وانقسامات ما بعد الربيع العربي. إنها حرب لا تتعلق فقط بالأمن القومي، بل بهوية النظام الإقليمي القادم وبمن يمنح الشرعية ومن ينتزعها.

وبات واضحاً أن الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل ليست مجرد مواجهة عسكرية تقليدية، بل هي صراع أمني - استخباراتي ذو طابع تكنولوجي. إسرائيل تنقل الحرب إلى عمق إيران مستفيدة من اختراقات أمنية دقيقة وتفوق جوي، بينما تحاول إيران الرد بأسلحة ذات طابع كمي أكثر من كونه نوعياً، معتمدة على الرهبة والتشويش أكثر من الدقة.

وفي مقارنة بين القدرات العسكرية الإسرائيلية والإيرانية، يبدو واضحاً التباين في العقيدة القتالية والقدرات بين إسرائيل وإيران بصورة جذرية، إذ تراهن تل أبيب على النوعية والدقة والمرونة، بينما تعتمد طهران على الكثافة العددية والردع الكلاسيكي.

في مجال سلاح الجو، تمتلك إسرائيل إحدى أقوى القوات الجوية في العالم مقارنة بمساحتها الجغرافية. أسطولها يشمل طائراتF-35I Adir الشبحية، وF-16 وF-15 المطورة، التي تمكنها من تنفيذ عمليات بعيدة المدى داخل العمق الإيراني بدقة عالية. وتستند هذه القوة إلى أنظمة ملاحية واستخباراتية متقدمة، فضلاً عن دعم استخباراتي مباشر من الولايات المتحدة. في المقابل، تعتمد إيران على طائرات قديمة الطراز مثل Mig-29 وSukhoi-24، تعود بمعظمها إلى ما قبل التسعينيات، وتعاني محدودية في المدى والقدرة على الاشتباك الجوي، إضافة إلى ضعف صيانتها بسبب العقوبات الدولية.

أما في المدرعات والدبابات، فإسرائيل تعتمد على دبابات Merkava IV المتطورة، وهي مزودة بأنظمة حماية نشطة مثل Trophy، تعد من الأكثر تطوراً في العالم، وتتمتع بقدرة على القتال في بيئات حضرية ومفتوحة على حد سواء. في المقابل، تمتلك إيران أعداداً كبيرة من دبابات T-72 ونسخاً محلية مثل Zulfiqar، لكنها تفتقر إلى الأنظمة الدفاعية النشطة المتقدمة، وتبقى أقل كفاءة في المواجهات المباشرة أو الهجومات المتحركة.

في ما يخص الترسانة الصاروخية، تمتلك إيران أحد أوسع برامج الصواريخ في المنطقة، يراوح مداها من 300 كيلومتر إلى أكثر من 2000 كلم. وتشمل أنواعاً مثل شهاب – 3، وحاج قاسم، وفاتح -110 على رغم كثافتها، إلا أن نسبة دقتها لا تزال محل تشكيك لدى مراكز الدراسات العسكرية الغربية، إذ قد تصيب أهدافاً مدنية بدلاً من مواقع إستراتيجية. في المقابل، تعتمد إسرائيل على صواريخ دقيقة التوجيه تُطلق من الجو أو البر، وغالباً ما تكون ذات فعالية عالية ومدعومة بتحديد أهداف استخباراتية دقيقة. كذلك تملك القدرة على اعتراض معظم الصواريخ القادمة باستخدام أنظمة دفاعية متعددة الطبقات، أبرزها Arrow 3، وDavid's Sling، وIron Dome..

وفي القوة البحرية، تظهر إسرائيل مرونة فائقة على رغم محدودية ساحلها، فهي تدير أسطولاً صغيراً لكنه متقدم، يضم غواصات من طرازDolphin الألمانية القادرة على حمل صواريخ كروز بعيدة المدى، مما يمنحها قدرة ردع بحرية إستراتيجية، قد تشمل حتى إطلاق صواريخ نووية إذا لزم الأمر، وتدعم إسرائيل هذا الأسطول بسفن صواريخ سريعة من طراز Sa’ar 5، وأجهزة رصد بحرية متطورة.

إسرائيل إيران شرق أوسط قديم خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة