كثيرا مايخلط البعض بين الطيبة ولين الجانب وسماحة الخلق كسمات وصفات ايجابية وبين السذاجة والعفوية المفرطه والعشم الزائد عن الحد كسمات سلبيه لدرجة أنهم قد يعتبرون الساذج طيبا، ويعتبرون الطيب ساذجا، وبين هذا التخبط في المفاهيم قد تفرض علينا الضرورة توضيح الفارق بينهما.

الشخص الطيب يتعامل مع الآخرين بحسن نية إلى أن يثبت العكس أما الساذج فيتعامل بحسن نية مفرط مع الأخرين، مع بقائه على موقفه المفرط في القبول والتسامح والخضوع والإذعان لأخطاء الآخرين معه، وعدم قدرته على الرد أو الدفاع عن النفس، الشخص الطيب قد يتنازل عن حق من حقوقه عن طيب خاطر وقوة، في حين أن الساذج يعتبر مطالبته بحقه والدفاع عن نفسه أمر صعب المنال والتحقيق، بل قد يراوده الإحساس بالذنب لمجرد دفاعه عن نفسه ومن ثم اقتصاص حقه المسلوب من الآخرين.

الشخص الطيب يعترف بتقصيره وقصوره الذاتي وبالتالي الاعتراف بدوره ومسؤوليته الشخصية عن الخطأ الذي وقع فيه، في حين أن الساذج يبرر كل أخطائه ويرجعها إلى تجني الآخرين عليه وظلمهم له، الشخص الطيب يعلم بخبث الآخرين في تعاملهم معه ومن ثم يبتعد عنهم، أما الشخص الساذج فتنعدم لديه القدرة على إدراك خبث وتحوير ودهاء الآخرين ما يجعله يقع أكثر من مرة فريسة سهلة لانتهاك حقوقه والنيل منه، تلك كانت بعض الفروق بين مفهومي الطيبة والسذاجة، وللحديث بقية.

مجرد خاطرة، أ.د فتحي الشرقاوي أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس.