لوبوان : لهذه الاسباب لا يزال ماسك وترامب بحاجة إلى بعضهما البعض


قالت مجلة "لوبوان" الفرنسية إن مصالح ايلون ماسك والرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتقارب رغم خلافهما .
وأوضحت لوبوان فى مقال لها أن غضب إيلون ماسك بلغ حدا جعله تجرأ على مهاجمة غزو الفضاء وهو الرمز الأبرز للقوة الأمريكية ... فقد كتب ماسك على حسابه الشخصي على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي يوم الخميس 5 يونيو، في تصعيد كلامي حاد مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب: "في ضوء تصريح الرئيس بشأن إلغاء عقودي الحكومية، ستبدأ سبيس إكس علي الفور بتفكيك مركبة دراجون الفضائية". وبعد ساعات قليلة، تراجع عن قراره قائلا: "حسنا، لن نقوم بتفكيك دراجون."
وفي هذا الشأن علق أندريه لوسيكروج-بييتري، مؤسس مركز أبحاث "جيدي"، المتخصص في الابتكار المتطور قائلا :"صحيح انه عدل عن رأيه، لكن الخلل لا يزال قائما الامر الذى سيجعل الولايات المتحدة تفكر مرتين في اعتمادها الحاسم على شركة واحدة وشخص واحد" مشيرا إلى أن سبيس إكس نواة صناعة الفضاء الأمريكية فهي تدير معظم رحلات ناسا وتلك التابعة للجيش بل وتنشر أقمارا صناعية عسكرية عبر شبكة ستارلينك التابعة لها .
أما عن كرو دراجون فهي المركبة الوحيدة القادرة على نقل رواد الفضاء الأمريكيين إلى محطة الفضاء الدولية في الوقت الراهن. وقد أثبتت أهميتها عندما أنقذت، في نهاية مايو الماضي، رواد الفضاء العالقين في المدار لمدة تسعة أشهر، علي اثر عطل اصاب مركبة ستارلاينر الفضائية التابعة لشركة بوينج.
وبفضل صاروخ ستارشيب يسيطر إيلون ماسك أيضا على برنامج القمر الأمريكي الاستراتيجي للغاية، "أرتميس". وأوضح ماكسيم بوتو، المحلل لدي نوفاسبيس: "بينما يتنافس الامريكيون بشكل مباشر مع منافسهم الصيني على المركز الأول، غير انهم بحاجة ماسة إلى ستارشيب ماسك إنها مسألة سيادة للبلاد."
ويؤثر هذا الاعتماد أيضا على الاتصالات العسكرية، عبر ستارشيلد، وهو نظام رصد الأرض.علاوة على ذلك فان سبيس إكس كان من المقرر أن تلعب دورا رائدا في مشروع "الدرع الفضائي" "القبة الذهبية"، الذي يهدف إلى حماية الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن يسرع تبادل المجاملات بين ترامب وماسك من وتيرة البحث عن تنويع الجهات الفاعلة في مجال الفضاء في الولايات المتحدة. وقد اختارت ناسا شركة بلو أوريجين، المملوكة لجيف بيزوس، للقيام ببعض المهام، لكنها تفتقر إلى سجل رحلات سبيس إكس أو وتيرة نموها الصناعي.
وتواجه بوينج، التي تقوم بتطوير كبسولة ستارلاينر انتكاسات وفي هذا الصدد قال كلايتون سووب، نائب مدير مشروع أمن الفضاء لدي مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية : "إن ناسا لم تواجه تحديا كهذا منذ سباق الفضاء في ستينيات القرن الماضي."
ومع ذلك، لا يمكن لأوروبا، التي تفوق صاروخها أريان على صاروخ سبيس إكس القابل لإعادة الاستخدام، أن تهنأ بهذه الاضطرابات. فقد وقعت وكالة الفضاء الأوروبية عقودا في إطار برنامج أرتميس التابع لناسا.
وحذر أندريه لوزيكروج - بييتري من انه "سيكون من الخطأ اعتبار هذا فرصة، إلا إذا تخيلنا حدوث صدمة كهربائية ناجعة تخفف من بيروقراطية صناعة الفضاء لدينا - لكننا لا نملك الوسائل ولا الشجاعة لذلك." فبدون نهضة، ستبقى أوروبا متفرجة على اضطرابات الولايات المتحدة، والصين تتربص بها.