كاتب أمريكي: اضطرابات لوس أنجلوس تمثل تهديدًا وجوديًا لترامب في ولايته الثانية


رأى الكاتب الصحفي الأمريكي ديفيد كريستوفر كوفمان أن أعمال الشغب التي اندلعت مؤخرًا في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية قد تُشكل تهديدًا وجوديًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب،معتبرًا أن هذه الاحتجاجات تتجاوز في تأثيرها ما شهدته الولايات المتحدة خلال مظاهرات "حياة أصحاب البشرة السمراء مهمة" أو حملة "أنقذوا غزة".
وقال الكاتب، في مقاله المنشور بصحيفة "التلجراف" البريطانية اليوم الإثنين، إن الاضطرابات الحالية التي أثارتها حملات الترحيل المكثفة التي تشنها السلطات الفيدرالية ضد المهاجرين غير النظاميين، باتت تهدد الحياة السياسية لعدد من أبرز المسؤولين، وعلى رأسهم الرئيس ترامب نفسه، الذي يواجه اختبارًا غير مسبوق لنهجه المتشدد.
وأشار إلى أن الوضع يمثل تحديًا حقيقيًا لعمدة لوس أنجلوس كارين باس، التي تضررت شعبيتها بالفعل بسبب تعاملها مع أزمة حرائق الغابات هذا العام، ولحاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، الذي قد تتعرض طموحاته الرئاسية لضربة قوية إذا لم يتمكن من استعادة النظام سريعًا.
كما سلط المقال الضوء على وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، المعروفة بمواقفها الصارمة تجاه الهجرة، والتي وصفها البعض بـ"دمية آيس"، في إشارة إلى وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية. وتساءل الكاتب عما إذا كانت هذه السياسات المتشددة ستصمد أمام غضب الشارع .
وأضاف كوفمان أن ما يميز هذه الموجة من الاحتجاجات هو أنها نابعة من فئات تضررت بشكل مباشر من السياسات المتبعة، وليست مجرد تعبير رمزي من قبل طلاب جامعات أو نشطاء يساريين، مشيرًا إلى أن تصاعد العنف يعكس تحولًا في طبيعة المعارضة التي باتت أكثر جرأة ودموية.
وتابع أن نشر الحرس الوطني هذه المرة يتم بأوامر مباشرة من الرئيس ترامب، في تحرك أكثر صدامية مقارنة بنشر القوات خلال احتجاجات 2020، مما يعكس تصعيدًا غير مسبوق قد يقود إلى تدخل من مشاة البحرية الأمريكية لاحقًا.
وأشار المقال إلى أن المتظاهرين الذين نزلوا إلى شوارع كاليفورنيا يحملون القليل ليخسروه، في ظل تهديدات بالترحيل أو حتى الموت في أوطانهم الأصلية، لافتًا إلى أن تلك المظاهرات تختلف عن موجات الاحتجاج السابقة من حيث طبيعة المشاركين ودوافعهم.
واعتبر الكاتب أن ترامب قد يكون في مواجهة حقيقية مع ما سماه "المقاومة الحقيقية"، والتي قد تمتد تداعياتها خارج حدود كاليفورنيا، لا سيّما في ظل الاحتقان الشعبي المتزايد بشأن ملفات أخرى مثل الحرب في غزة.
واختتم كوفمان مقاله بالتأكيد على أن أحداث لوس أنجلوس قد تشكل لحظة فاصلة في ولاية ترامب الثانية، محذرًا من أن المواجهة الحالية قد تكون الأعنف في مسيرته السياسية.