قال الدكتور محمد الجاسر، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، إن البنك قدم تمويلات بقيمة 13 مليار دولار خلال عام 2024 للدول الأعضاء، بزيادة قدرها 12% عن العام الماضي. يعكس هذا الارتفاع التزام البنك بتقديم حلول سريعة وفعالة لمواجهة الأزمات والتحديات.

جاء ذلك خلال كلمته في الافتتاح الرسمي لأعمال الاجتماعات السنوية للبنك الإسلامي للتنمية لعام 2025 بالجزائر، والتي تُعقد تحت عنوان "تنويع الاقتصاد... إثراء للحياة". شهدت الاجتماعات مشاركة أكثر من 2000 شخص من كبار المسؤولين وممثلي الدول الأعضاء والقطاع الخاص.

أوضح الجاسر أننا نعيش في مشهد عالمي شديد التعقيد، يتسم بأزمات عالمية وتحديات غير مسبوقة، تتصدرها التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، وتفاقم الانقسام الاقتصادي، وتداعيات التغير المناخي.

وأشار إلى أن هذه العوامل أدت إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي إلى 3.3% في عام 2024، مع توقعات بتراجعه إلى 2.8% في العام الحالي. وأضاف أن التوترات المتعلقة بالرسوم الجمركية، في حال استمرارها، تُنذر بآثار سلبية محتملة على اقتصادات البلدان الأعضاء. هذا يفرض تسريع التكامل الاقتصادي والانفتاح على أسواق بديلة وواعدة، وتعزيز التجارة البينية. ويعتبر هذا التنوع خطوة أساسية لتقوية الاقتصاد، وتعزيز الاكتفاء الذاتي، والاستقرار الاقتصادي على المدى البعيد.

وأكد الجاسر أن مجموعة البنك الإسلامي تواصل دورها في دفع عجلة التنمية وترسيخ الاستقرار الاقتصادي. فقد خصص البنك تمويلات بقيمة 1.5 مليار دولار لدعم قطاع النقل، إدراكًا لدوره المحوري في تحفيز النمو وتيسير الربط الإقليمي. كما خصص 2 مليار دولار لقطاع الأمن الغذائي ودعم الزراعة، و918 مليون دولار لقطاع الطاقة المستدامة.

وعلى الصعيد المالي، قال الدكتور محمد الجاسر إنه تم تحقيق أداء قوي يعكس صلابة استراتيجية البنك وتنوع عملياته، رغم التحديات العالمية. اعتمدت المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص 663 مليون دولار لدعم الشركات الخاصة بالدول الأعضاء، وتجاوزت اعتمادات المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة 7 مليارات دولار. وبلغ حجم أعمال المؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وضمان الصادرات 13 مليار دولار. تؤكد هذه التمويلات التزام مجموعة البنك الإسلامي للتنمية بدعم وتلبية الاحتياجات التنموية للدول الأعضاء.

وأشار الجاسر إلى أن البنك عزز شراكاته الاستراتيجية، وطور منظومة الحوكمة، واعتمد أساليب مبتكرة تستند إلى مبادئ التمويل الإسلامي لسد فجوات التمويل. كما واصل تعزيز إصداراته من الصكوك عالية التصنيف في أسواق المال. وقد أكدت وكالة فيتش التصنيف الائتماني للبنك بامتياز (AAA).

منذ اليوبيل الذهبي للبنك في عام 2024، وضع البنك استراتيجية للتطوير للفترة من 2026 إلى 2035، ضمن خطة طموحة لجعل البنك الشريك التنموي الأفضل لتعزيز التنمية البشرية. كما أطلق البنك استراتيجية لتصميم نافذة للتمويل الميسر للدول الأقل نموًا، باعتباره بنكًا "من الجنوب وفي الجنوب وإلى الجنوب"، مستندًا إلى المبادئ الإسلامية السامية من تضامن وعدالة وتكافل.