محمد موسى يكشف أسرار وثيقة بريطانية سرية عن زيارة عمرو موسى للندن عام 1994


قال الإعلامي محمد موسى إن الدبلوماسية المصرية لطالما امتازت بثوابت وطنية وقومية قلّ أن نجد مثيلًا لها في أي دولة أخرى، سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي، مشيرًا إلى أن وثيقة بريطانية جرى الإفراج عنها مؤخرًا، تعود لعام 1994، تكشف بوضوح هذه الثوابت من خلال ما دار بين وزير الخارجية المصري الأسبق عمرو موسى ونظيره البريطاني دوجلاس هوج خلال زيارة رسمية إلى لندن.
وأوضح محمد موسى خلال تقديم برنامج "خط أحمر" على قناة الحدث اليوم، أن هذه الوثيقة – المصنفة سابقًا "سري وعاجل" – لا تسجل فقط وقائع بروتوكولية، بل تكشف حوارات استراتيجية جريئة تناولت ملفات حساسة مثل القضية الفلسطينية، العراق، الكويت، البوسنة، السلاح النووي، والدور المصري في المتوسط وأفريقيا.
وأضاف محمد موسى أن الزيارة لم تكن زيارة مجاملة بل محطة مفصلية أعادت خلالها القاهرة تموضعها كقوة إقليمية مؤثرة تملك هامش مناورة واسع في عالم يتغير، كاشفًا أن الوثيقة أظهرت إصرار عمرو موسى على الدفاع عن الحق الفلسطيني ورفضه استمرار الدعم البريطاني لحركة حماس التي كانت تُتهم بالإرهاب في نفس الوقت الذي تتلقى فيه التمويل.
وأشار موسى إلى أن الوزير المصري طالب بتشديد الرقابة على المستوطنين الإسرائيليين واصفًا إياهم بأنهم "قنبلة موقوتة"، وهو توصيف نعتبره تقدمًا كبيرًا في الخطاب السياسي المصري في وقت لم يكن فيه الاستيطان محل إدانة دولية حقيقية.
كما أكد محمد موسى أن الوثيقة أظهرت كيف كانت مصر في هذا التوقيت تُعيد رسم أولويات الملف الفلسطيني، وتُحذر من خطر التطرف من الجانبين، إلى جانب تقديم رؤية متوازنة بشأن الأزمة العراقية، حيث نبّه عمرو موسى إلى أن الضغوط الغربية قد تؤدي لانهيار العراق بالكامل وليس إصلاح نظامه، وهو السيناريو الذي وقع بالفعل بعد الغزو الأمريكي في 2003، وهو ما وصفه "موسى" بأنه "نبوءة سياسية مبكرة".
وتابع محمد موسى أن الوثيقة كشفت أيضًا دعم مصر للسيادة البوسنية ورفضها لأي شكل من أشكال التقسيم، إضافة إلى الموقف الذكي من معاهدة عدم الانتشار النووي، حيث ربط عمرو موسى موقف مصر بضرورة التعامل الجاد مع البرنامج النووي الإسرائيلي.