خط أحمر
الجمعة، 26 أبريل 2024 08:23 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

محمد ماهر يكتب.. انتبهوا قبل فوات الأوان.. !!

خط أحمر

أستطيع أن أفهم أن مراحل الإصلاح المؤسسي في أي مجال يحتاج إلى وقت ربنا يطول بعض الوقت خاصة عندما تكون المؤسسة متشعبة و متعددة النشاطات و التوجهات .. وما تشهده المؤسسات التعليميه في مصر على مختلف المراحل سواء التعليم ما قبل الجامعي أو التعليم الجامعي جدير بالتوقف أمامه طويلا وإعادة النظر في مراحل تطويره و وضع الأولويات التي يجب العمل عليها بشكل تتابعي في بعض الأمور و متواز في أمور أخرى .

ففي خطة تطوير التعليم التي بدأها الدكتور طارق شوقي وزير التربيه و التعليم منذ توليه المسئوليه تم التركيز على تغيير بعض المناهج وطرق التدريس مع مراعاة أن لا تكون التغييرات مفاجئة للطالب المتلقي حتى لا تسبب الارتباك و التشوش في عملية الاستيعاب والتحصيل وهو ما يتحقق في مناهج مراحل ما قبل التعليم الأساسي و ما بعد التعليم الإعدادي و ربما يأتي اختيار البدء بهذه المراحل اختيارا مدروسا و ذكيا لأن في مراحل ماقبل التعليم الأساسي يكون المتلقي ما زال في بداية التلقي و يكون سهلا أن تشكل ثقافته و تنمي قدراته على التحصيل و بالتالي يكون قادرا في المراحل التالية على استيعاب فكرة التثقيف الذاتي و الاعتماد على أفكاره و قدراته في استيعاب و تحصيل المواد التي يدرسها .. و بذلك تتشكل فيما بعد الفوارق الفردية التي ستميز طالب عن آخر بما استطاع استيعابه هو وفق قدراته و رغباته في أن يحصل مزيدا من المعرفة.

بينما يختلف الأمر قليلا في مرحلة ما بعد التعليم الإعدادي و هي مرحلة تكوين الشخصية و تحديد الاتجاهات المستقبلية و اختيار نوعية المواد التي تناسب قدرات كل طالب و هي مرحلة أيضا يسهل فيها إعادة توجيه أفكار الطالب و تدريبه على استيعاب النظم الحديثه التي تشملها خطط التطوير التي وضعتها لجان التطوير بالوزارة.. و ربما تكون هذه المرحلة تواجه بعض الصعوبات في التطبيق إلا أنها تدريجيا ستتغلب على تلك الصعوبات و تقضي عليها.

وبينما يأتي التطوير في هاتين المرحلتين تطويرا في المناهج و الأسلوب و التفكير .. يغيب التطوير عن أمور قد يكون المطور قد غفل عنها دون قصد أو ربما عمدا لكونه تطويرا خارج إطار العمليه المنهجية وإن كانت لا تقل أهمية و ربما تفوق أهميتها أهمية تطوير المناهج .. و هي تطوير علاقة الطالب بالمؤسسة التعليميه التي ينتمي إليها و التي فقدت الكثير في السنوات الماضية لأسباب عديدة لعل أهمها غياب القيادات التي تجمع بين التربية و العلم .. و التربية هنا بمفهومها الشامل ..  ليس المقصود بها أن يتعلم الطالب الأداب المختلفه كأدب احترام الكبير و أداب الحوار و الطعام و غيرها وهي أداب يجب أن يتعلمها أولا داخل أسرته .. إنما المقصود هنا أن يتعلم أداب الانتماء للمجتمعات التي يعيش فيها ويتأثر بها مثل الحي الذي يعيش فيه و بيته و أسرته ثم مدرسته و وطنه .. و لا شك أن هذه القيم و الأداب قد اختفى معظمها كما سبق و ذكرت بسبب غياب القيادات التي تستطيع غرز هذه القيم و التي تملك التأثير المباشر على الطلاب بالود تارة و الشده تارة أخرى .. لقد فقد الطالب المصري احترام مؤسساته التعليمية منذ أن فقد المعلم هيبته و فقدت المؤسسة هيبتها و تبدل الزي المدرسي من الملابس الكلاسيكية إلى كرنفالات الكاجوال التي أعطت الطالب الشعور بأنه في نزهة أو نادي و ليس في مؤسسة تعليمية..

التطوير لا يجب أن يشمل المناهج وحسب بل يجب أن يطول كل صغيرة و كبيرة في عناصر النظام التعليمي .. يجب إعادة صياغة لللوائح و القوانين المنظمة العملية التعليمية وإعادة هيكلة المؤسسات التعليمية سواء مديريات التربية والتعليم و الإدارات التعليمية التي أصبح عملها يقتصر على إصدار بيانات النجاح و الرسوب وتلقى شكاوى العاملين و أولياء الأمور و حفظها دون تقديم أي حلول .. كما يجب أيضا إعادة هيكلة المدارس التي غلب عليها صراعات الدرجات الوظيفية و تولي المسئوليات وكيفية تربح البعض على الانضباط في العمل .

علينا أن ننتبه جيدا أن التربية الشاملة و زرع القيم الوطنية و الأخلاقية في الأجيال القادمة هي مهمة وطنية.. بل يجب أن تكون مشروعا قوميا تعمل عليه كافة المؤسسات المعنية في الدولة.. فبناء الإنسان لاىقل أهمية بل يتقدم على أي بناء آخر.

إن كل يوم يمر دون الإنتباه لضرورة تشكيل وجدان و فكر الأجيال القادمة يؤخر و يقوض كل ما تسعى الدولة لبناءه لمستقبل أفضل .. فهل ننتبه قبل فوات الأوان ... !!!

محمد ماهر انتبهوا قبل فوات الأوان خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر