خط أحمر
الخميس، 18 أبريل 2024 07:29 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

تحقيقات

نص كلمة الرئيس السيسي في القمة العربية 31 بالجزائر اليوم

خط أحمر

ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم الأربعاء، كلمة خلال الدورة الحادية والثلاثين، لقمة مجلس جامعة الدول العربية، المنعقدة فى الجزائر.

وفيما يلى نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

أخى فخامة الرئيس/ عبد المجيد تبون..

رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة،

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

ملوك ورؤساء وأمراء ورؤساء حكومات الدول العربية الشقيقة،

معالى السيد/ أحمد أبو الغيط..

أمين عام جامعة الدول العربية،

السيدات والسادة،

﴿السلام عليكم ورحمة الله وبركاته﴾

إنه لمن دواعى سرورى، أن أتواجد معكم اليوم، فى بلد المليون شهيد وأتوجه بخالص الشكر والتقدير لفخامة الرئيس "عبد المجيد تبون"، على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وإننى إذ أعرب كذلك، عن ثقتى فى أن آليات العمل العربى المشترك، ستشهد قوة دفع ملموسة فى ظل رئاسته فأجدد التأكيد بهذه المناسبة، على أن مصر لن تدخر جهدا، فى سبيل دعم جامعتنا العربية "بيت العرب"، بما يحقق مصالح شعوبنا الشقيقة وأدعو الله "عز وجل" أن يسدد خطانا، وأن يوفقنا لما فيه خير أمتنا.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

يلتئم هذا الجمع الكريم، بعد غياب طال أعواما ليحمل معه دلالة سياسية مهمة تعكس تصميمنا على تطوير علاقاتنا، والتصدى للتحديات المشتركة، التى تواجه أوطاننا ولعل انعقاد قمتنا العربية، هو فى حد ذاته، دعوة لاستلهام روح القومية العربية وتجديد عزيمة الصمود، من أجل الحفاظ على هويتنا، وتحرير إرادتنا الوطنية، والدفاع عن حقوق شعوبنا، وصون مقدراتها.

وما أحوجنا اليوم، فى ظل تتابع الأزمات العالمية والإقليمية إلى استذكار محطات التعاون المضيئة فى تاريخنا التى تجسدت فيها، أسمى معانى العروبة والإخاء والتكاتف، لرفع رايات الحق والعدل وبما يعيد الحقوق لأصحابها، ويحفظ الاستقرار ومستقبل الأجيال القادمة.

وإن تاريخ أمتنا العربية، وما شهدته دولنا من أحداث فى الماضى القريب يثبت لنا جميعا، وبما لا يدع مجالا للشك، أن ما قد يؤلم أشقاءنا بالمغرب العربى، سيمتد إلى مصــــر والمشــرق العربى ودول الخليــج وأن عدم الاستقرار فى دول المشرق أو فلسطين، إنما تمتد آثاره إلى المغرب العربى وأن تهديد أمن الخليج هو تهديد لنا جميعا.

إن أمننا القومى العربى، هو كل لا يتجزأ فأينما نولى أنظارنا، نجد أن الأخطار التى تداهم دولنا واحدة وترتبط فى مجملها، بتهديد مفهوم الدولة الوطنية وتدخل قوى إقليمية أجنبية فى شئون المنطقة من خلال تغذية النزاعات وصولا إلى الاعتداء العسكرى المباشر على بعض الدول العربية وكلها عوامل، أفضت إلى طول أمد الأزمات دون حل فى زمن تشتد فيه التحديات الاقتصادية والتنموية والبيئية، عالميا وإقليميا ويزيد فيه الاستقطاب الدولى، الذى أصبح عنصرا ضاغطا، سياسيا واقتصاديا على نحو بات يؤثر علينا جميعا.

لقد أثارت هذه التحديات، العديد من الشواغل المشروعة، لدى الشارع العربى والذى بات يتساءل: عن الأسباب التى تعيق تحقيق التكامل، بين دول الإقليم العربى، فى مختلف المجالات الأسباب التى تحول دون أن تلحق أمتنا، ذات الموارد والإمكانات الهائلة، بركب الأمم الأكثر تقدما بل صار يتساءل: عن غياب التصور والإجراءات المطلوب اتخاذها، لوقف نزيف الدم العربى وردع تدخلات القوى الخارجية، والحد من إهدار ثروات المنطقة، فى غير مقاصدها الصحيحة وبلورة تسويات نهائية للصراعات، التى لن تحل بمعادلة صفرية يــقصــى فيــها طـــرف أو يــجــار علـــى حقوقـه.

ومن واقع الترابط الفعلى الذى يجعلنا جميعا، أعضاء لجسد واحد ومن واقع حجم التحديات والضغوط الراهنة الذى يفوق قدرة أى دولة، على التصدى لها منفردة، فإنه يتعين علينا، تبنى مقاربة مشتركة وشاملة، تهدف إلى تعزيز قدرتنا الجماعية، على مواجهة مختلف الأزمات استنادا على أسس واضحة، تقوم على تكريس مفهوم الوطن العربى الجامع، من ناحية والدولة الوطنية ودعم دور مؤسـساتها الدسـتورية، من ناحيـة أخــرى بما يسهم فى حفظ السلم الاجتماعى، وترسيخ ركائز الحكم الرشيد، والمواطنة وحقوق الإنسان، ونبذ الطائفية والتعصب والقضاء على التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة وقطع الطريق أمام أية محاولات لدعمهم، أو منحهم غطاء سياسيا أو توظيفهم من قبل بعض القوى سواء الإقليمية أو الدولية، لإنشاء مناطق نفوذ لها فى العالم العربى.

وإن ضمان قوة وحدة الصف العربى، هى خطوة أساسية، على صعيد تأسيس علاقات جوار إقليمى مستقيمة تستند إلى مبادئ غير قابلة للمساومة، وملزمة للجميع وهى احترام استقلال وسيادة وعروبة دولنا وتحقيق المنفعة المتبادلة، وحسن الجوار والامتناع الكامل عن التدخل فى الشئون العربية.

وتظل مصر طامحة وراغبة، فى تحقيق شراكة فعلية، فيما بين دولنا على أرضية ما يجمعنا من تاريخ مشترك والتطلع نحو مستقبل أكثر ازدهارا يتشكل من خلال اضطلاع كل دولة، بمسئولياتها على النطاق الوطنى فى سياق أوسع من العمل الجماعى، على تعزيز قدراتنـا العربيـة، سياسـيا واقتصـاديا وأمنـيا، فتكامل القدرات المتباينة، إنما ينشئ منظومة صلبة، قادرة على مواجهة التحديات المشتركة، والأزمات الدولية المستجدة، بما فى ذلك: أزمتى الطاقة والغذاء بل إنها ستوفر الحماية الرئيسية لنا جميعا، من الاستقطاب الدولى، الآخذ فى التصاعد فى الفترة الأخيرة.

هذا الاستقطاب الذى باتت له تبعات سلبية، على التناول الدولى لأزمات منطقتنا العربية وأعاد للأذهان مظاهر حقبة تاريخية، عانى فيها العالم بأسره.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

إن المضى قدما، على طريق اللحاق بركب التقدم والتنمية، يتطلب العمل الجاد، على تسوية مختلف أزمات عالمنا العربى وعلى رأسها دوما وأبدا القضية الفلسطينية، وأود هنا الإشارة إلى أن قدرتنا على العمل الجماعى لتسوية القضية، واسترجاع الحقوق الفلسطينية، كانت تاريخيا وســتظل المعيــار الحقيقى لمـــدى تماسـكنا.

كما تظل المبادرة العربية للسلام، تجسيدا لهذا التماسك، ولرؤيتنا المشتركة إزاء الحل العادل والشامل، على أساس حل الدولتين، ومبدأ الأرض مقابل السلام وبما يكفل إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، على حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها "القدس الشرقية" تعيد للفلسطينيين وطنهم، وتسمح بعودة اللاجئين، بما يتسق مع مبادئ القانون الدولى والشرعية الدولية.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

مازلنا نحتاج لمزيد من العمل العربى الجماعى، حتى فى التعامل مع الأزمات الجديدة، التى جاءت لاحقة على القضية الفلسطينية فى ليبيا وسوريا واليمن والعراق والسودان وإلا سيظل أمن وسلم الشعوب الشقيقة فى تلك الدول، مهددين بتجدد ويلات تلك الأزمات وستظل الأخيرة، ثغرات فى المنظومة العربية، ومراكز لعدم الاستقرار وهو ما يؤثر علينا جميعا، ويعـرقــل جهودنـا فى التنميـــة والتكامـل ولعله من الملائم، أن أشارككم هنا، رغبتنا فى دعمكم، لمساعينا الحالية فى ليبيا الشقيقة للتوصل فى أسرع وقت، إلى تسوية سياسية، بقيادة وملكية ليبية خالصة، دون إملاءات خارجية وصولا إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن واحترام مؤسسات الدولة وصلاحياتها، بمقتضى الاتفاقات المبرمة وتنفيذ خروج جميع القوات الأجنبية، والمرتزقة والمقاتلين الأجانب، فى مدى زمنى محدد وإعادة توحيد مؤسسات الدولة الليبية، وحل الميليشيات بما يحول دون تجدد المواجهات العسكرية ويعيد للبلاد وحدتها وسيادتها واستقرارها.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

قبل أن أختتم كلمتى، وفى نفس سياق وحدة الأمن القومى العربى أود أن أوجه عنايتكم، إلى معضلة الأمن المائى، التى تؤثر على عدد من الدول العربية وتنذر بعواقب وخيمة إذا تم تجاهلها وفى هذا السياق، نجدد التأكيد على أهمية الاستمرار، فى حث إثيوبيا، على التحلى بالإرادة السياسية وحسن النوايا، اللازمين للتوصل لاتفاق قانونيا ملــزم، بشأن "سـد النهضــة الإثيوبى" تنفيذا للبيان الرئاسى الصادر، عن مجلس الأمن فى سبتمبر 2021 والأخذ بأى من الحلول الكثيرة، التى طرحت عبر العديد من جولات المفاوضات والتى تؤمن مصالح الشعب الإثيوبى الاقتصادية، الآن ومستقبلا وتصون فى الوقت ذاته حياة الشعبين المصرى والسودانى.

ولا ينفصل تحدى الأمن المائى، عن تحديات أخرى تواجهها المنطقة وفى مقدمتها "تغير المناخ"، الذى أصبح واقعا مفروضا على العالم وأغتنم هذه المناسبة، للإعراب عن تطلعى لاستقبالكم فى مصر، يومى "7 و8" نوفمبر 2022، "بقمة شرم الشيخ لتنفيذ تعهدات المناخ" لتحويل هذا التحدى، إلى فرصة حقيقية للتنمية والانتقال إلى أنماط اقتصادية، أكثر استدامة لصالحنا جميعا.

الأشقاء الأعزاء،

إن تسوية الأزمات العربية، والتعاطى مع التحديات الدولية ينطلق أساسا من إيماننا، بوحدة أهدافنا ومصيرنا وتفعيلا لتعاوننا وإمكاناتنا وأدواتنا فى مسائل الأمن الجماعى وذلك بالتوازى مع جهودنا، فى التكامل على المسارات الأخرى ولننظر حولنا لقد سبقتنا تكتلات أخرى نحو التكامل رغم أن من أطرافها، من عانوا من تناحر حقيقى، بل وحروب فيما بينهم فما بالكم بنا، ونحن لدينا من المشتركات، فى الثقافة والأديان والتاريخ والوجهة السياسية ما يحتم علينا توحيد رؤانا، وتجاوز اختلافات وجهات نظرنا.

ختاما، أتوجه برسالة إلى شعوبنا - فأقول: "ثقوا فى أمتنا العربية فهى صاحبة تاريخ عريق، وإسهام حضارى ثرى وممتد ومازالت تلك الأمة، تمتلك المقومات اللازمة، لمستقبل أكثر استقرارا وازدهارا وعلى رأسها، عزيمتكم وعقولكم وسواعدكم وثقوا فى أن مصر، ستضع دوما نصب أعينها، تماسك الكيان العربى، وصونه وحمايته وستظل دائما، حاضرة دعما لكم وستبقى على أبوابها، مفتوحة أمام كل أبناء العرب، فى سبيل الدفاع عن حاضرهم، ومستقبل الأجيال القادمة".

شكرا لكم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

القمة العربية السيسي الرئيس عبدالفتاح السيسي الجزائر خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر