قصفت روسيا محطات كهرباء في عُمق الخطوط الخلفية الأوكرانية ما تسبّب في انقطاع التيار الكهربائي على امتداد شمال شرق الدولة، والذي جاء بعد أن شنّت قوات كييف هجمة خاطفة، فيما يعد تطورًا معاكسًا لشهور من التقدم الذي أحرزته موسكو.

قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في إفادتها المنتظمة عبر صفحتها في "فيسبوك"، اليوم الاثنين، إن أكثر من 30 مستوطنة، بما في ذلك كراماتورسك ودنيبرو، تعرّضت لضربات صاروخية وجوية روسية خلال اليوم الماضي، وبحسب تقارير غير مؤكّدة، فقد قُصفت محطتان على الأقل لتوليد الكهرباء في خاركيف وكريمنشوك بصواريخ موجّهة.

اتهمت السفيرة الأمريكية في أوكرانيا، بريدجيت برينك، خلال تغريدة في وقت متأخر أمس الأحد، روسيا "بإرسال صواريخ لمحاولة تدمير البنية التحتية المدنية الحيوية"، واصفة ذلك بأنه ردّ واضح على تحرير كييف للأراضي التي احتلتها القوات الروسية.

تقدم مفاجئ

تمثل الهجمات ردودًا انتقامية على تقدم غير متوقع للقوات الأوكرانية دفع القوات الروسية للفرار ووضع موسكو في موقف دفاعي، قال القائد الأعلى للقوات الأوكرانية إن 3000 كيلومتر مربع (1158 ميلاً مربعاً) من الأراضي المحتلّة أُعيدت إلى السيطرة الأوكرانية منذ بداية سبتمبر.

تسارعت هذه المكاسب خلال نهاية الأسبوع بعد ما استفادت أوكرانيا من انهيار الدفاعات الروسية في منطقة خاركيف المتاخمة لمنطقتي لوهانسك ودونيتسك في الشرق، والتي تضم ثاني أهم مدينة في أوكرانيا، خاركيف.

تواصل القوات تحرير منطقتي خاركيف ودونيتسك، حيث ألحقت خسائر كبيرة بالقوات الروسية على محور الهجوم المضاد لكييف في خيرسون في الجنوب، وفق هيئة الأركان العامة الأوكرانية، التي أضافت أنه خلال اليوم الماضي، طرد الجيش الأوكراني القوات الروسية من أكثر من 20 مستوطنة.

التقدم، الذي يمثل أكبر انتصار لأوكرانيا منذ طرد القوات الروسية من كييف في مارس، هو أيضاً من بين الأكثر أهمية، وأثار انتقادات بين أصحاب المدوّنات العسكرية الروس وغيرهم من الموالين للكرملين بشأن كيفية شنّ الحرب.

الأخطاء ترتكب

قال رمضان قديروف، القائد الشيشاني البارز، الذي أرسل آلاف من مقاتليه إلى جبهة الحرب، خلال منشور غير رسمي في وقت متأخر من مساء السبت عبر "تليجرام": "ارتُكبت أخطاء".

أكدت وزارة الدفاع الروسية يوم السبت انسحاب القوات من المنطقة لكنها وصفت الخطوة بأنها جزء من خطة لإعادة نشر القوات في الشرق "لتحقيق الأهداف المُعلنة لتحرير دونباس"، ونشرت، يوم الأحد خريطة تظهر الكثير من القوات في البلاد خارج منطقة خاركيف، دون مزيد من التعليق.

شنّت روسيا هجومًا مضادًا، ليلة الأحد، وأبلغت شركة "أوكرينيرغو" (Ukrenergo) عن أضرار نتيجة "القذائف" الروسية لحقت بمرافق شبكة الكهرباء في شمال شرق أوكرانيا، وتضرّرت محطة للكهرباء والتدفئة في منطقة خاركيف ما تسبّب في انقطاع التيار الكهربائي بعدة مناطق، بما في ذلك بولتافا، فيما قال حاكم خاركيف إن معظم المنطقة انقطع عنها التيار، واعتبارًا من صباح يوم الاثنين، استُعيد التيار في 80% من منطقة خاركيف، كما استُأنف تزويد بولتافا بالكهرباء.

قالت وزارة الدفاع البريطانية في نشرتها الاستخبارية المُحدّثة والمنتظمة اليوم الاثنين: "النجاحات الأوكرانية السريعة لها آثار كبيرة على تصميم العمليات الروسية بشكل عام"، مضيفة أن غالبية القوات الروسية "مجبرة على الأرجح على إعطاء الأولوية للأعمال الدفاعية الطارئة، ومن المرجّح أن تتدهور الثقة المحدودة فعلياً بين القوات المنتشرة في القيادة العسكرية الروسية العليا".