ميادة عابدين تكتب: هاتتحرش بيها هاتتحرش بيك


ما انتي مش هاتفضلي قاعدة خايبة كدا وحاطه إيدك على خدك ومقضياها شحتفة، من هنا ورايح اللي يتحرش بيكي تتحرشي بيه على طول ماهو العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم، سيبك بقى من ضعفك وقلة حيلتك اللي مضيعين حقك دول، ما انتي ياما اشتكيتي وبكيتي وخوفتي وانهارتي، حد كان واقف جنبك ولا حتى حاول يساعدك ؟!.
نسيتي القلم اللي نزل على وشك لما روحتي تستنجدي بالست والدتك لما حصلت لك واقعة التحرش واتهامها ليكي كمان بإنك أكيد عملتي حاجه غلط استفزت الشخص اللي قدامك وخلته يتحرش بيكي، نسيتي كمان تهديدها ليكي بإنك لو جبتي سيرة لمخلوق باللي حصل معاكي هاتقطع خبرك، طيب ده كان موقف القريب منك ما بالك بقى بموقف الغريب.
انتي من وجهة نظر مجتمعك مذنبة ودايما متهمة، وبتساهمي كمان في عملية التحرش بيكي، وبتطلعي في الأخر إنسانة غير مسؤولة، بتدي للمتحرش مساحة وفرصة، اللي يضحك قوي ياجدع إن المتحرش بيطلع برئ في الأخر وبندور له على حجج وبنديله الفرصة يبجح ويدافع عن نفسه في نفس الوقت اللي بنكون علقنا المشنقة للضحية، وبنتهمها بسوء الأخلاق والانحراف، قد إيه احنا منصفين!.
هاحكى لكم حكاية صغيرة كدا على سبيل المثال: "بنت في الصف الثالث الثانوي ركبت الميكرباص وهي راجعة من السنتر كان عندها مراجعة، ركب جنبها شاب شكله ماكنش يدي إنه ممكن يعمل اللي عمله كانت قاعدة جنب الشباك وهو جنبها وقاعد على نفس الكنبة راجل كبير، فجأه البنت لقت الشاب المتحرش بيعمل حركات مش مظبوطة وباصص لها جدًا ومركز معاها، البنت بدأت تتحرك لحد ما الزقت حرفيا فى الشباك وبدأت ضربات قلبها تزيد وكانت هتموت من شدة الرعب اللى وصلت له ،وبقت عماله تبص ناحية الراجل الكبير علشان يسألها مالك لكن هو ماكنش مركز أو ماتعرفش بقى كان شايف وساكت ولا إيه، بصت للمتحرش وقالت في عقل بالها يمكن يتلم شويه، بالعكس تمادى وحركاته غير المحترمه زادت اكتر، والرعب والخوف بدأوا يزيدوا أكتر وأكتر، مشوارها كان طويل وكان كل اللي هاممها أنه ما يلمسهاش وكانت مرعوبه انها تقول لحد فى الميكروباص لانها كمان كنت فى الكنبه الاخيرة، فجأه الراجل الكبير وقف السواق ونزل ،اترعبت اكتر وخافت ينتهز الفرصة و يعمل حاجه ،فقررت تنزل هى كمان وكلها رعب ووقفت في الشارع تعيط ،نزلت في مكان ماتعرفش فيه حد من الرعب اللي شافته فى خمس دقايق كانوا بالنسبه لها اصعب واخطر لحظات عاشتها في حياتها، ولحد دلوقتي مرعوبة ومش قادرة تنسى اللي حصل لها، ولما حكت الواقعه لوالدتها سمعتها كل أنواع الإهانه".
الأستاذ اللي هيسأل عن لبسها دلوقتي علشان يدافع عن المتحرش، بطمنك انها كانت لابسة لبس محتشم جدا، الحاجه اللي هاتقول تلاقيها عملت حركة كدا ولا كدا خلته يعمل اللي عمله ،أحب أقولك ان البنت من أول ماركبت وهى باصة في الكتب بتاعتها علشان كان صابح عليها امتحان، الأخ اللي هايقول ايه اللي خلاها تسكت مافضحتوش ليه فى الميكروباص يبقي تستاهل اللى حصلها، أحب أقولك ان طريقة كلامكم دى واتهامتكم المستمرة دى سبب رئيسي فى الرعب اللى بتوصل له بناتنا، مسببين لهم دايما ارتباك، لا عاوزينها تتكلم وتدافع عن حقها ولا عاوينها تسكت، وفي الحالتين حقها ضايع ومابيجيش وبتفضل عايشه بعارها وفضيحتها اللي مجتمع بأكمله صنعها.
من هنا ومن موقعى هذا بقولك لازم تاخدي حقك بنفس طريقة المتحرش وزي مابيتحرش بيكى اتحرشى بيه ،أقفى له عالناصيه وقوليله أبشع الألفاظ، اركبي الأتوبيسات وركزي في تفاصيل جسمه، وماتنزليش عينك من عليه، خليه يتوتر من تصرفاتك خليه يعيش لحظات شك وعدم تركيز من اللي بيوصلك ليهم، امسكى آلة حادة وقطعي بيها وشه لو فكر يبجح فيكي أول يسألك إنتي بتبصيلى كدا ليه؟ ماهي طالما مش عارفه تاخدي حقك ولا مجتمعك واقف جنبك خديه انتى بنفس طريقة المتحرش ونبقى كدا خالصين.
طبعا كلكم صدقتوا كلامي وبتقولوا هي بتخرف ولابتقول إيه، بنات إيه اللي تتحرش بالشباب، انتى عاوزه تقلبي حال الدنيا، بتشجعي البنات والستات على قلة الأدب، لا احنا مش هانسكت لك على بتقوليه ده، أنتس أكيد اتجننتى.
اطمنوا يا اخوانا انا بس الجلاله خدتني وموقف البنت وحالها وحال بنات وستات كتيرزيها استفزنى ،أكيد كنت بخرف من الاستفزاز.
ما تأخذونيش ياجماعه بس أنا حطيت نفسي مكانها وحسيت بشعور الخوف والرعب والظلم اللى حطها فيه المتحرش ومجتمعها،فاتخيلت الأفكارالسودا دى.
أنا بس كنت عاوزة اسأل: "إمتى هنعاقب المتحرش عقاب رادع يخليه عبرة لغيره، وإمتى هانبطل ندور على مبررات للمتحرش ونظلم الضحية، ولحد إمتى هاتفضل البنت هي المسؤولة؟ والسؤال الأغرب واللي مش لقياله حل: ليه الأهل أول الأعداء دايمًا في واقعة التحرش ببناتهم، دوروا بقى على حلول حقيقية مش على مسكنات".