مفتى الجمهورية: مصر لديها تجربة رائدة فى المواطنة والعيش المشترك


قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، إن وثيقة المدينة المنورة أسست للمواطنة الكاملة والعيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد، وهو ما سارت عليه مصر منذ عقود طويلة، فأصبح لمصر تجربة رائدة فى المواطنة والعيش المشترك.
وأضاف علام، أن العقلية الإفتائية التى بدأها الإمام الليث بن سعد ما زالت سارية عبر الزمان، فقد كان له عطاء واضح وملموس فى الآراء المُؤَسِّسة للتعايش واحترام الآخر، فقد ذكر أبو عمر الكندى فى كتاب "الولاة والقضاة"، أن موسى بنَ عيسى والى مصر فى عهد الخليفة هارون الرشيد أَذِن للمسيحيين فِى بُنْيان الكنائس التى هُدِمَتْ، فبُنيت كلُّها بمشورة الليث بْن سعد وعبد الله بْن لَهِيعة -وهما أعلم أهل مصر فى زمنهما-، وقالا: هُوَ من عِمارة البِلاد، واحتجَّا بأن عامة الكنائس التى بِمصر لم تُبْنَ إلَّا فِى الْإِسْلَام فِى زمَن الصحابة والتابعين.
وأشار إلى أن عبقرية الليث ابن سعد توجت بعبقرية أخرى وهى عبقرية تشريعية وجدت على نحو لم يسبق له مثيل فى دستور عام 1923م، وأكدت على أنه لا فرق بين المصريين فجميعهم سواء أمام القانون، واستمر ذلك فى دساتير مصر وصولًا إلى تعديل الدستور المصرى عام 2014.
وأوضح أنه عندما افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى، مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح واجتمع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، مع قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وألقى كل منها كلمة تاريخية هو أمر يعكس العبقرية المصرية فى التلاحم والوحدة بين المصريين جميعًا.