خط أحمر
الخميس، 25 أبريل 2024 11:13 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

الدكتور وائل النحاس يكتب: صفعة القرن ..!

الدكتور وائل النحاس
الدكتور وائل النحاس

يبدو أنه حتي الآن لم تنتهي نوايا الغرب في تقسيم المنطقة ونهب الثروات التي ببطون أراضيها وخزائنها لتأمين اقتصادها وسداد مديونيتها علي حساب المنطقة و شعوبها ويبدو أن ما فات في التسع أعوام الماضية كان بمثابة رياح الخماسين العربي والتي لم تؤتي ثمارها كربيع عربي كما يقال وتنفيذ مخطط تفتيت الأمة وضياع هويتها وتدويبها في عدة دويلات صغيرة حتي تصبح نموذج من النظام الفيدرالي الجديد والذي أثبت نجاحه في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي بعد انهياره لعدة دول وبعض الدول الأوروبية تحت مظلة الاتحاد الأوروبي وبعض «الإمارات» تحت دولة الإمارات وهو بمثابة «سيكسبيكو ٢» لنرى في الساعات الأخيرة ما يقال.

قبل انطلاق المؤتمر المثير للجدل «المنامة الاقتصادي» حول صفقة القرن، كشفت وكالة «رويترز» عن تقارير متعلقة بخطة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاقتصادية للسلام في الشرق الأوسط، وما سيتم تقديمه من قبل مستشاره وصهره، جاريد كوشنر خلال المؤتمر، الذي من المقرر أن تحضره أطراف عربية ودولية على رأسها مصر والأردن ولبنان، و المغرب بالإضافة إلى رجال أعمال عرب وأجانب.

ويمكن تلخيص أبرز بنود المؤتمر وأكثرها إثارة للرأي العام الدولي، في تخطي قيمة الصفقة حاجز الخمسين مليار دولار، بأن ينفق 28 مليار في الأراضي الفلسطينية المتعثرة اقتصادياً على مدار السنوات العشر المقبلة، في حين سيتم تقسيم المبلغ المتبقي «25 مليار دولار»، بين مصر (9) ولبنان (6) والأردن (7.5) مليار دولار، فضلاً عن إقامة مشروعات بشبه جزيرة سيناء المصرية، وإقامة ممر لتنقل الفلسطينيين بين الضفة الغربية وقطاع غزة، يمر عبر إسرائيل، وتوفير مليون وظيفة في الضفة الغربية وقطاع غزة على أن تغطي دول الخليج قدراً كبيراً من تكاليف "الصفقة

وتوجد خلافات كثيرة وتساؤلات حول كيف للإدارة الأمريكية تنفيذ الصفقة وفقاً لسياسة الأمر الواقع مما يجعل أمريكا تستخدم بعض أوراق الضغط، ولعل ما نراه الآن من ظهور ملفات متعلقة بوفاة الرئيس المعزول الراحل «محمد مرسي»، والصحفي السعودي «جمال خاشقجي» والضغط على تركيا فيما يتعلق بصفقة «إس 400» والتهديد بضرب إيران، إلى جانب الضغط على روسيا فيما يتعلق بتواجدها في «إدلب» والخلافات الحادة مع كوريا الشمالية والصراع التجاري الصيني وبعض المناوشات مع الهند مؤخرًا وعقد لقاء أمريكي روسي في اسرائيل، وعدد من العواصم العربية، فمن الملاحظ لنا إن حديث وسائل الإعلام الأمريكية المتعلقة بإعلان تسريب خرائط مشروع تقسيم العراق بنهاية شهر يونيو الجاري، هو ما ألقى بظلاله على إعلان الصفقة وتأجيلها إلي نوفمبر المقبل.

ومن وجهه نظري الشخصية، أن المؤتمر قد فشل ـ حتى ـ قبل أن يبدأ، نظرًا لأنه بمثابة بالون اختبار للحكومات العربية والشعوب، خاصة بعد ثورات الربيع العربي، وما تم تسريبه من تصريحات و بنود في وسائل الإعلام فضلاً عن ما سيتم مناقشته في مؤتمر البحرين، إنما هي مجرد تكهنات حول بنود صفقة القرن:

كما أن القيمة المالية المقدرة لتمرير الصفقة السياسية ذات النكهة الاقتصادية تفوق الــ «50 مليار دولار أمريكي» بكثير، وما يتم تسريبه من مبالغ إنما هي وسيلة ضغط لقبولها، يتم فيها مساومة أطراف عديدة مثل كوريا الشمالية وتركيا وإيران والصين لحل خلافاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما سيتم مناقشته خلال الساعات القادمة علي أكثر من طاولة مفاوضات مرورًا بمؤتمر المنامة حتي اجتماع قمة مجموعة العشرين مقابل تمويل صفقة القرن، ورغم أن الموضوع يحمل ثقلاً كبيرًا في الكواليس السياسية ولن ينتهي إلا بحرب - لا قدر الله - ففي حالة فشل كافة الأطراف والوصول إلى إتفاق يرضي أمريكا، للتوسع وتمكين الكيان الصهيوني في حقوق أكثر مما هو عليه الآن.

وفي حالة النظر إلى قيمة المؤتمر بانعقاده في دولة البحرين بعد تأجيل قرار دونالد ترامب الرئيس الأمريكي، بالإفصاح عن بعض التفاصيل الهامة عن صفقة القرن بعد شهر رمضان، ليس إلا تقليل من هذه القيمة، نظرًا لأن المنامة بعد كل احترامي وتقديري لها ليست ذات ثقل سياسي لاستضافة مؤتمر بهذا الحجم لما يحتويه من ملفات وقضايا شائكة وتاريخية كانت دائمًا محور للانقسام العربي أكثر من مرة وانتهت بتصريحات رنانة ليست لها أي طعم أو لون أو رائحة ادي بها الي مذبلة التاريخ والفشل ونتوقع أن يكون البيان الختامي لهذا المؤتمر هو « نصوم نصوم ونفطر علي بصله»، وهو الأمر الذى أراد أن يقوله ترامب في تحديد موعد هذا المؤتمر بعد شهر الصيام.

ولابد أن نسترجع بالذاكرة وأن نكون على حذر في الوقت نفسه من تبعات ما حدث لمؤتمر «الدوحة» بأواخر التسعينيات بالقرن الماضي، والذي كان يحمل نفس الحقيبة الاقتصادية، ورفضت مصر حينها المشاركة بسبب مشاركة «لكيان الصهيوني إسرائيل»، وما ترتب عليه من تعرض مصر لهجوم إرهابي في «الأقصر» وضرب السياحة في مصر وانهيار البورصة وهروب بعد رجال الأعمال الي الخارج وهزة عنيفة كادت أن تطيح بالقطاع المصرفي وتوجيهنا الي مشروعات قومية عملاقة دون جدوى أو عائد بل كان مخطط لنا في تلك الفترة هو العودة إلى قاع الزجاجة بعد أن اقتربنا للخروج من عنقاها وأخشى أن يعيد التاريخ نفسه و أدعو في الوقت نفسه كافة الدول الرافضة للمؤتمر من أخذ الحيطة والحذر من تبعات رفضها للصفقة.

وأتمني من الجميع التعامل مع «الجمهوريين» بحذر كبير، نظراً لشراستهم المعروفة مع قرب انتهاء ولاية مرشحهم الرئاسي للولاية الأولي، حيث أن التاريخ يظهر قيامهم بشن حروب قبل انتهاء الفترة الرئاسية الأولى، فضلاً عن زيادة أسعار الذهب والنفط وأسعار السلع، في حين أن «الديموقراطيين» يُعرف عنهم إطالة فترة المباحثات الدبلوماسية لإرهاق خصومهم ولهذا قد تكون صفعة القرن للجميع وليس صفقة القرن

 

دونالد ترامب مصر أمريكا الولايات المتحدة الدوحة مؤتمر المنامة الاقتصادي خط أحمر البحرين الإرهاب
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر