الدكتورة ميار الببلاوي تكتب.. لا يا شريك العمر


السلام عليكم بجد وحشتونى وبعتذر عن عدم كتابتى مقال الاسبوع الماضى لمرورى بوعكه صحيه كبيره اثناء تواجدى فى بلاد الحرمين وانا أؤدى مناسك عمره العشر الأواخر من رمضان وعلى قدر جمال وجلال هذه الليالى إلا أن الزحام الشديد والذى وصل الى ٧ ملايين معتمر وكان أحد أسباب إنتقال فيروسات كثيره وميكروبات كل أتى بها من بلد مختلف ولكن حب المسلمين لطاعه الله والفوز بليلة القدر فى هذا المكان المبارك جعل أى زحام أو مرض يتضاءل ولا نشعر به .. نسال الله لنا ولكم القبول.
ماعلينا رجعت بلدى الحبيب وها أنا أتماثل للشفاء ولله الحمد هناك العديد من المواضيع تتصارع فى عقلى تريد أن تقفز إلى سطور مقالى فأصبحت فى حيره بماذا أبدأ فاذا بى أرجيء كتابه مقالى حتى أنتهى من صلاه الجمعه فى المسجد وسبحان الله كان خطبه الجمعه اليوم أمر إلهى بأن أكتب مقالى عن هذا الموضوع وهو الغيبه والنميمه.
بدأ الشيخ على المنبر خطبته بأن قال آيات من سورة القلم (ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم)صدق الله العظيم .. وشرع فى خطبته وأفكارى تجول هنا وهناك وكأن نماذج أعرفها وتعاملت معها تقف أمامى وأستمع إليهم ربما جميعا يعرف كيف فعل رسول الله مع الصحابيان اللذان كانا يغتابان أخر حينما امرهما أن ينزلا ويأكلا من الميته النتنه ... وكيف كان الأمر المحمدى من الصعوبه والتشديد حتى ينقل لنا كيفيه الإيذاء النفسى الذى يشعر به من يغتاب من الناس والأشد إيلاما أن يكون من يغتاب هذا من المقربين إلى سواء صديق أو أخ او زوجه أو زوج أو إبن ...
يالله ما أقسى هذا الشعور وكلما زادت درة القرابه كلما زاد الألم النفسى وتذكرت إحدى صديقاتى وهى تحكى لنا فى أحد تجمعاتنا النسائيه أنها سمعت زوجها يتكلم عنها بكره شديد وإغتابها بكلمات لن تنساها حتى بعض المساوئ التى لايتطلع عليها إلا الزوج وهى من أسرارهم الزوجيه سمعته يقصها على إحدي صديقاتها ويال سوء حظه إن وقع فى يد من لا ترحم لم ترحم زوجته تلك المسكينه التى كان يغرقها بكلمات الحب والإطراء ولكنه فى ظهرها يطعنها بخنجر مسموم وهذه الصديقه إستغلت التكنولوجيا الحديثه وكل منا أصبح معه جهازإستخبارات فى يده فبضغطه زر بسيطه على الهاتف يتم تسجيل المكالمات لا تتصوروا كيف كانت صديقتى .. كانت فى قمة إنهيارها وهى تحكى ولن أنسى عباره قالتها يالتينى خلقت صماء حتى لا أسمع شريك حياتى يغتابنى هكذا .
صدقت يا قرة عينى يا رسول الله حينما قلت " أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه" الغيبه تورث الكره فالمغتاب عديم الشخصيه جبان لا يقوى على مواجهه من يغتابه فيطعنه فى ظهره وليس هذا من شيم الرجال وحتى رسول الله لم يقر الغيبه للنساء رغم مابهن من ضعف وغيره فحينما أرادت السيده عائشه أن توصف السيده صفىة بنت يحيى زوج النبى وضرتها فاأشارت فقط بيديها قائله لرسول الله ما الذى يعجبك بصفيه إنها وأشارت بيديها كنايه عن أنها قصيره فأنتفض النبى وقال لها يا عائشه لقد قلت قولا لو مزج بماء البحر لعكره أو كما وهنا يعتبر قول سيدنا محمد عبارة عن نهى مطلق عن الغيبه لا باللفظ ولا بالتلميح ولا بالغمز بالعين ولا حتى بالإشاره باليد إتقوا الله فى أنفسكم ومن تحبون أو حتى من تكرهون فاذا ذكرت إمرءً فى ظهره بما يكره لوكنت على حق فقد بغتبته ولو كنت على باطل فقد بهته وما أقصى أن ياتى ذلك من شريك حياه أو شريكة حياه تقتل الأمان والثقه وتولد البغض .
سمعت خطبه الجمعه ودموعى تنهمر وكأنى تذكرت مرات عديده نطقت سهوا أو عن قصد غيبه فى حق إنسان سيأخذون من حسناتى يوم القيامه فلم أخرج من المسجد إلا بعد أن عاهدت الله آلا أغتاب أحد ماحييت وقد ختم شيخنا خطبته بـ " ويل لكل همزة لمزه ) وويل وادى فى جهنم اللهم اعذنا واياكم منها وارزقنا الجنه اجمعين
ملحوظه بمجرد صعودي إلى شقتى وجدت أختى على الهاتف وتحدثنا فى موضوع ما وجدتنى لاشعوريا أقول ياسلام دى كدابه ومبتعرفش تلبس تفتكروا الشيطان أم النفس ام لم تكن توبتى نصوحه اللهم أعنى على نفسى والسلام عليكم .