أحمد رجب يكتب .. العاطفة والهادي آدم


بعيداً عن أجواء المعزول الذي لاقي ربة قريباً الذي يدعي مرسي وما أعقب ذلك من تناحر وتشاجر وفتنة داخل عالمنا هذا الإفتراضي الفيس بوك .
فهذا يري أن الرحمة تجوز علية وذاك يعترض ويبرهن أن لاشماتة في الموت وهذا ينشر صور أولادنا الغالين شهداء الوطن ويصرخ فينا بأن لاننسي ماذا فعل الإخوان في مصر وذاك ينشر صور أخري للمرسي العياط ويبرهن أنة شهيد وفلان يقول جاسوس وعلان يقول عميل لينتهي التناحر الإلكتروني والفتنة الإلكترونية بإنطلاق بطولة أمم إفريقيا وما شاهدناة من تنظيم وتأمين يليق بسمعة مصر .
وهكذا نحن المصريين علي مر التاريخ من أيام حفلات أم كلثوم وحليم .. تحركنا العاطفة يميناً ويساراً .. الإحساس يفجر طاقتنا فيعلوا بنا علو الأرجوحة البلدي التي كان معظم أبناء جيلي من مواليد الأحياء الشعبية الأصيلة يحلقون بها إلي أعلي فينخلع القلب الصغير المشاكس نغماً وعشقاً ويهبطون بها فتهتز الروح وتكاد تفارق اجسادنا النحيلة !! .. هكذا نحن المصريين ننفعل من الأعماق ونفرح من القلب !! .. نحزن حتي الثمالة ونسعد حتي النخاع !! .. نعشق النهايات السعيدة للأفلام ونرفض النهايات المأساوية حتي وإن كان سياق العمل الإبداعي نفسة يفرض ذلك علي المؤلف .
ومن هذا المنطلق لم يكن غريباً أن يتعاطف بعض أصدقائي الأعزاء مع المعزول مرسي !! .. ولم يكن غريباً أن يتضاعف التعاطف من بعض أصدقائي الآخرين مع شهداء مصر الأبرار وما إقترفتة جماعة الإخوان الإرهابية في حقهم وحق ذويهم .. إنها العاطفة التي دغدغت مشاعر جنودنا البواسل علي خط بارليف فصاحوا في صوت رجل واحد وعلي قلب رجل واحد مرددين " الله أكبر" ليقذفوا الرعب في أوصال العدو الصهيوني .
إنها العاطفة التي حشدت معظم الشعب المصري في وفاة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فخرج الشاب والشيخ .. الصبي والصبية .. الفتاة والعجوز .. المسلم والقبطي .. لتكون أول مرة يقوم شعب بالكامل بتأليف أغنية يرثي فيها زعيمة ويرددها الجميع في وقت واحد وعلي قلب رجل واحد وعلي نبرة من الشجن المتجانس قائلين " الوداع ياجمال ياحبيب الملايين " !!
وأمثلة أخري عديدة وفارقة في تاريخ مصر كان للعاطفة فيها دور عظيم ومحوري وفارق لا يتسع المقام هنا لسردها .
هذا ما يميزنا عن سائر شعوب الأرض .. ولكن احياناً نحكم ونحلل ونقيس الأمور العظمي بالهوي والوجدان وهذا خطأ فادح .. احياناً نحكم علي أمور جلل بالقلب والمشاعر وهذة مصيبة كبري من وجهة نظري .
دعونا نحب بالقدر المناسب ولمن يستحق منا هذا الحب .. نتسامح عندما يسقط حق القصاص أو إذا تم القصاص .. المهم أنني أسمع الآن رائعة الشاعر السوداني الرائع الهادي آدم " اغدا القاك " التي شدت بها كوكب الشرق السيدة أم كلثوم ولفت نظري آخر ابيات القصيدة " قد يكون الغيب حلوا .. إنما الحاضر أحلي " ..... بالفعل ياسادة قد يكون بكرة أجمل وأفضل وأحلي .. لكن ربما الآن .. ربما حاضرنا هذا هو الأحلي والأجمل والاروع .... وللحديث بقية .