في وسط زخم اخبار الحرب الأهلية في إثيوبيا وإمكانية سقوط نظام ابي احمد، يتم طرح سؤال ما هو مستقبل سد النهضة؟ وقبل الإجابة على هذا السؤال، لابد أن نذهب إلى سؤال آخر، هل إثيوبيا تمتلك سد النهضة؟، لقد قتل هذا السؤال بالعديد من انواع الإجابات عبر مقالات عديده كلها تضمنت ان سد النهضة مشروع صهيوني كبير يرمي الي تحويل مياة هضبة الحبشة الي سلعة تجارية على غرار البترول، لبيعها في البورصة العالمية لكل الدول التي تحتاج وتطلب، ولحدوث ذلك فان سد النهضة هو البداية وسيتبعه عدة خطوات أخرى لتشييد سدود عديدة تصل جميعها في النهاية الي حجز المياة في آبار عملاقة،، والهدف الأسمى لهذا المشروع هو التحكم الصهيوني في حياة شعوب المنطقة بالمنح او المنع،.

وبما ان السد ليس إثيوبيا فبكل تأكيد لن يتغير شئ بسقوط نظام ابي احمد وقدوم اخر، ولا ننسي الوجود الإسرائيلي الراسخ في القرن الافريقي وفي إثيوبيا، واجزم أن جميع الأحداث التي تحدث في إثيوبيا هي بمباركة أمريكية إسرائيلية الذين هم الوجه السياسي والجغرافي والعسكري للصهيونية،

ولابد ان نقفز الي مشهد خيالي وهو سقوط حكومة ابي احمد، واتساع رقعة الحرب الأهلية، وهنا السؤال المطروح ما هو مستقبل مفاوضات سد النهضة؟.

والإجابة على هذا السؤال، نذهب إلى عدة أسئلة منها، هل في تلك الحالة تعمل الصهيونية على اصدار قرار اممي بضرورة وجود قوات دولية لحماية سد النهضة تحت ذريعة خطورة انهياره على دول الجوار؟ وان حدث ذلك القرار الخيالي، هل مع مرور الوقت تمتد السيطرة على كل مياة النيل تحت الحماية الدولية وذلك لعدم استقرار الوضع في دول حوض النيل والقرن الافريقي ؟.

وعد بلفور بقيام دولة الكيان الصهيوني كان خيال سياسي و اصبح واقع مرير ،، وهذا جعلنا لا نستبعد اي شئ يمكن حدوثه من اجل خدمة وقيام مملكة إسرائيل المزعومة من النيل للفرات، وبكل تأكيد القيادة السياسية تعلم إمكانية حدوث هذا السيناريو، وعليه لابد أن لا ننتظر او نترقب سقوط نظام ابي احمد، لان هذا النظام هو فقط أداء تم تكوينها ورعايتها لاداء دور خاص بسد النهضة ومن ثم سيتم التخلص منه في الوقت المناسب.

واتخوف جدا من سيناريو خيالي الخاص بسد النهضة عند سقوط نظام ابي احمد، لان ربما يكون الحصار السياسي والعسكري التي نجحت مصر في القيام به حول سد النهضة، جعلت الصهيونية العالمية تذهب إلى سيناريو اخر وإيجاد بدائل أخرى غير تقليدية خارج دائرة ابي احمد الضعيف، لان ما يحدث في اثيوبيا لا يمكن حدوثه الا بمباركة أمريكية إسرائيلية.

حرب الوجود. مستمرة ضد دولة حورس التاريخية، فكلما انتصرت مصر في موقعه، تغيرت أساليب القتال وظهرت موقعه أخرى بأدوات مختلفه وحديثة، وأخيرا يبقى سد النهضة هو صلب المعركة الوجودية لدولة حورس التاريخية،

النظام الإقليمي والعالمي ظهرت بوادره كجنين شارف على الانزلاق من الرحم، وان كان صوت المولود البكر التنين الصيني الذي سيحكم العالم لا يرتفع، وفي محيطنا الإقليمي يبقى المارد المصري الذي أعاد اكتشاف نفسه بشكل خارج عن إطار التقديرات السياسية والعسكرية الاقتصادية للدوائر المختصة العالمية، جعل الموروث الاستعمار للنظام القائم حاليا والذي يترنح يتكالب على عرقلة هذا المارد القادم بقوة.

وهنا الاتفاق بين النظامين القادم والحالي على عدم وجود كبير يحمي الموارد المتنوعة لدول المنطقة من السيطرة عليه، وهنا صعوبة الحرب على دولة حورس التاريخية .