خط أحمر
الجمعة، 9 مايو 2025 11:28 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

دنيا ودين

شيخ الأزهر: الحكمة النبوية نهت عن المغالاة فى التدين

شيخ الازهر
شيخ الازهر

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن القرآن الكريم به آيات كثيرة نستدل بها على وسطية الإسلام ويسر شريعته، وتعلمنا أن الله لا يكلف الإنسان من الأوامر إلا القدر الذى يستطيع الوفاء به، وتتسع له قواه وطاقته ووقته، وأنه -تعالى- لا يكلفه ما يعجز عنه أو يحمله على الانقطاع وعدم الاستمرار، مضيفا وقد وجدنا فى الحكمة النبوية ما يؤكد على أن العمل القليل الدائم خير من الكثير المنقطع، بل وجدنا نهيًّا صريحًا عن المغالاة فى التدين وفى العبادة، كما وجدنا فيها ذما واضحا للتنطع والتشدد فى الدين والتوقف عند الظواهر والأشكال.

وأضاف شيخ الأزهر - خلال الحلقة الخامسة عشر من برنامجه الرمضانى: "الإمام الطيب" - أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قد دعا على المتشددين بالهلاك فقال: "هلك المتنطعون"، (قالها ثلاث مرات)، وأن التاريخ يشهد أن هؤلاء المتشددين لا يظهرون إلا ريثما يهلكون، وقد عنف النبى -صلى الله عليه وسلم- الإمام الذى أطال الصلاة بالناس، وقال له: "يا معـاذ! لا تكن فتـانـًا؛ فإنه يصلى وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة والمسافر"، وأنه -صلى الله عليه وسلم- كان يسرع فى صلاته إذا سمع بكاء الأطفال، ويقول: "إنى لأدخل فى الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبى فأتجوز فى صلاتى؛ مما أعلم من شـدة وجد أمه من بكائه".

وأوضح شيخ الأزهر، أن يسر التكاليف فى الإسلام بلغ أن الاقتصار على أداء الفرائض فقط يكفى فى تحصيل السعادة فى الدنيا والآخرة، كما فى حالة الرجل الذى وعد النبى -صلى الله عليه وسلم- بالالتزام بأداء الفروض فقط دون زيادة عليها أو نقصان، وأن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال عنه: "أفلح إن صدق"، وكما فى قوله -صلى الله عليه وسلم-:"ما من عبد يصلى الصلوات الخمس، ويصوم رمضان، ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة وقيل له:ادخل بسلام".

وأشار شيخ الأزهر إلى أن فلسفة "الأمر" فى التشريع الإسلامى، فى هذا الإطار، تتعارض كليا مع محاولات: "التنميط" التى تروجها المذهبيات المنتشرة على الساحة الآن، وتحاصر بها حياة المسلم، وتمثل فى الوقت نفسه انحرافا فى فهم الإسلام وعرضا منفرا رديئا لشرائعه وأحكامه، موضحا أن جمهور العلماء من الأصوليين والنظار ذهب إلى أن مجرد النهى يدل على "التحريم"، استنادا لقوله -تعالى!-: {وما نهاكم عنه فانتهوا}، [الحشر: 7]، كما ذهب كثير منهم إلى أن مطلق النهى لا يفيد التحريم، بل يفيد "الكراهة" أو "التنزيه" الذى يقابل التحريم، وأنه يحتاج فى الدلالة على التحريم إلى دليل مصاحب يتعين معه قصد التحريم، مشيرا إلى أن هناك رأى ثالث يقول: إن "النهى" يظل موقوفا لا دلالة فيه على تحريم أو كراهة إلا بانضمام دليل آخر، يحدد قصد التحريم أو قصد الكراهة.

وبين شيخ الأزهر أنه تأسيسا على التفسير التعددى لمفهوم "النهى" يقرر الأصوليون أن صيغة النهى ترد للتحريم، مثل قوله تعالى فى كثير من المواضع: {ولا تقربوا الزنا}، [الإسراء: 32]، {ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق} [الأنعام151]، {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتى هى أحسن} [الأنعام: 152]، {ولا تمش فى الأرض مرحا} [الإسراء: 37]؛ كما ترد للكراهة فى مواضع أخرى فى قوله تعالى: {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون} [البقرة267]؛ بل تخرج الدلالة إلى معان أخرى بعيدة؛ كالإرشـاد فى قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} [المائدة: 101]؛ وبيان العاقبة: {ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون} [إبراهيم: 42]، مشيرا إلى أن ما يلفت النظر فى باب "النهى" هو تقليل "المحرمات" فى الإسلام؛ لأن صيغ "النهى" الواردة فى الشريعة -على قلتها- لا تستلزم "التحريم" بدلالة تلقائية، بل منها ما يستلزم التحريم، ومنها ما لا يستلزمه، وهذا ما تقرره القاعـدة العامة فى التشريع من أن الأصل فى الأشياء الإباحة، وأن تحريم أى شيء من الأشياء لا بد فيه من دليل قاطع يفيد التحريم فائدة صريحة، ويلزم على ذلك -ضرورة- انحصار الأشياء الممنوعة فى الإسلام فى عدد قليل جـدا، وقد جاءت نصوص القرآن مؤيدة لهذا المنحى فى التشريع.

شيخ الازهر الطيب خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة