خط أحمر
الأربعاء، 27 أغسطس 2025 12:32 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

محمد محفوظ يكتب: (اضرب يا بدري)

خط أحمر

باتت هذه المقولة التي تلتصق باسم (البدري) مزعجة لجماهير أعظم نادي في أفريقيا وهو النادي الأهلي ، فحينما تتذكر جماهير نادي القرن صوت المعلق التونسي (عصام الشوالي) وهو يصرخ صرخته الشهيرة "اضرب يا بدري" التي لا تزال بمثابة الكابوس الذي يطارد جماهير المارد الأحمر بعد موقعة "رادس" الأخيرة، التي خسر فيها النادي الأهلي نهائي بطولة دوري الأبطال الإفريقية على يد فريق "الترجي التونسي" عام 2018، ومان هدف (أنيس البدري) مزعجًا للجماهير الأهلاوية على مدار عامين كاملين.

ليأتي هذه الأيام (بدري) آخر يبدو أنه سيصبح مزعجًا هو الآخر وبشكل كبير، ليس فقط لجماهير النادي الأهلي العريق التي تعرفه معرفة الأم لوليدها، بل لكل الجماهير المصرية بمختلف ألوانها وانتماءاتها، إنه (حسام البدري) المدير الفني للمنتخب المصري الأول لكرة القدم، الذي قاده خلفًا للمكسيكي (أجيري) الذي ودع بطولة إفريقيا التي نظمتها مصر على يد منتخب (الأولاد) وسط أكثر من 80 ألف متفرج باستاد القاهرة الدولي العام الماضي.

حسام البدري -الله يبارك له- يتقاضى نحو 750 ألف جنيهٍ شهريًّا، وبدأ مسيرته التدريبية مع منتخب مصر الأول منذ 14 شهر تقريبًا، وبحسبةٍ بسيطة ستجده تقاضى في هذه الفترة نحو عشرة ملايين جنيه بالتمام والكمال، أعلم أنه تنازل على نحو 25% من راتبه في فترة جائحة كورونا، أي أنه تقاضى -يا سيدي- فقط سبعة ملايين ونصف، ويطالب حاليا بزيادة راتبه، هذا بخلاف ما يتقاضاه فريقه المعاون من مدرب عام، ومدرب، ومدرب مساعد، ومدير المنتخب، وجهاز إداري وطبي.

رغم كل ذلك وطوال هذه المدة التي تزيد عن عام نجد أن (البدري) وجهازه الفني قاد المنتخب ثلاث مباريات رسمية في تصفيات بطولة الأمم الإفريقية التي ستقام العام المقبل بالكاميرون، تعادل في اثنتين مع (جزر القمر) متصدر المجموعة بالتقاسم المتواضع مع مصر وكينيا، وفاز بواحدة على منتخب (توجو) المصنف رقم 126 على العالم -والركيك- كرويًّا بشق الأنفس في مباراة فقيرة فنيًا لا ترقى لأن تذاع فضائيًّا من الأساس.

حسام البدري الذي كانت علاقته متوترة ببعض نجوم الأهلي أثناء توليه مسئوليته التدريبية، ولم يتلق الحب من جماهير النادي العريق لأنها شعرت أنه لم يحب الأهلي كما أحبه مدير فني أجنبي كــ (جوزيه) مثلًا، فهو من دخل -كما قلت- في صدامات عديدة مع نجوم النادي الأهلي، وتسبب في رحيل بعضهم واعتزال البعض الآخر، مثلما حدث مع الماجيكو (تريكة) والزئبقي (ببركات) اللذان فضلا الاعتزال، والمُتعب (متعب) الذي قرر الرحيل إلى الدوري السعودي مرة وعاد للنادي وظل حبيس (الدكة) طوال موسم كامل ثم اعتزل هو الآخر بالنهاية، ومن قبلهم الأنجولي (جلبيرتو) الذي يعده الأهلاوية أحد أفضل المحترفين الأجانب الذين حضروا إلى مصر.

حسام البدري الذي كانت تصريحاته غليظة ومستفزة تجاه (مصطفى محمد) المهاجم الصاعد الواعد الذي نعتبره مستقبل مصر الكروي، بل وكادت أن تقضي على موهبته لولا إصرار اللاعب وعزيمته التي فرضته بقوة الأعراف الكروية لقيادة هجوم منتخب مصر. حسام البدري الذي لا يبتسم ودائمًا (التكشيرة) لا تفارق وجهه وكأنه لا يعرف طريق الضحك، حتى شبهته بعض الجماهير -في تعليقاتها على مواقع التواصل الاجتماعي- بعام 2020، تلك السنة العبوس التي لا تعرف طريق الابتسامة هي الأخرى.

نعم عزيزي، أعرف مثلك تمامًا أنه القدر الذي صاغه الله للجميع، فلم يكن في الحسبان أن يكون (البدري) هو المدير الفني للمنتخب الأول لولا الصدفة التي جاءت به، حينما قال الرئيس لوزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي ذات مرة بعد إخفاق المنتخب في البطولة الإفريقية التي نظمتها مصر على أرضها "أنه لا بد أن نعطي فرصة للمدرب المصري"، وتابع مازحًا: «لأن النتيجة واحدة» وسط تصفيق وتفاعل الحضور، فوقع الاختيار على (البدري) بعدما تم استبعاد (إيهاب جلال) و(حسام حسن) من قبل اللجنة الخماسية القائمة على إدارة اتحاد الكرة المصري لكرة القدم، الذي اعتبره شريكًا رئيسًا فيما يحدث للجماهير المصرية جراء أداء المنتخب.

فالبدري من وجهة نظري لا يصلح لقيادة المنتخب، وإذا كان قد نجح سابقًا مع النادي الأهلي فهذا يرجع برأيي للأهلي نفسه بقيمته وعراقته، باعتباره أكبر وأعظم فريق إفريقي، وكان لديه العديد من النجوم آنذاك ساهمت في نجاح البدري بفترة تتوفر فيها كل مقومات النجاح ويستطيع أن ينجح فيها أي مدرب في العالم، حتى ولو كان مدرب تنس أرضي ولا يمت لفنون كرة القدم بصلة.

فالبدري برأيي لا يستطيع التعامل مع النجوم وتشعر أنه -يشمئز - منهم، فهو لا يستطيع أن يفرق بين لاعب عالمي أو نجم كبير وبين لاعب يلعب في فريق (أبو النمرس) مع كامل احترامي للجميع ، فاللاعب النجم واللاعب المتواضع يستطيع البدري أن يجعلهما سواسية في الأداء الباهت، فرغم أنه يمتلك أفضل لاعبي القارة الإفريقية مثل "صلاح" و"ترزيجيه" و"النني"... وغيرهم من الفرق الثلاث التي صعدوا للنهائي الإفريقي، الأهلي والزمالك وبيراميدز.

إلا أن "البدري" يشعرك دائمًا بأن المنتخب لا يمتلك مقومات الفوز والنجاح، فطريقته مميتة لكل المواهب، وقاتلة لكل الفنيات، وصاعقة لكل المهارات، وهناك مشكلة حقيقة يواجهها "البدري" دائما مع بعض اللاعبين من وجهة نظري، وهي شعور "البدري" نفسه بأن مهارات اللاعب ربما تكون أعلى من مهاراته الشخصية الفنية والفكرية، مما يجعله أحيانًا يلعب بطريقة -عكس عكاس- وهو اللعب عكس المتوقع أو اللعب غير المبرر أو غير المنطقي (سميه زي ما تسميه، أقول لك سميه لعب "لسة بدري").

تخيل عزيزي لو أن "يورجن كلوب" يشاهد محمد صلاح يلعب تحت قيادة حسام البدري بطريقته الباهتة التي تفتقر لفنيات كرة القدم، التي لا تغني ولا تسمن من الجوع الكروي -إن صح التعبير- وعلى رأي صديقي الدكتور علاء رجب ربما يكون رد "كلوب" هو بقاء (صلاح) بجانب (البدري) في مصر دون الرجوع لإنجلترا!

وختامًا أستطيع أن أقول -وبوش رجلي- إذا كانت ذكرى (أنيس البدري) مع جماهير الأهلي مزعجة، فاعلم أن ذكرى (حسام البدري) مع جماهير الكرة المصرية كلها بمختلف انتماءاتها وألوانها ستكون أكثر إزعاجًا وألمًا واستفزازًا، -فارحمونا واحنا لسة في (البدري).

محمد محفوظ اضرب يا بدري خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة