خط أحمر
الثلاثاء، 16 أبريل 2024 08:06 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

نيفين منصور تكتب: لم أعد احتمل.. أريد الرحيل

خط أحمر

قد يتعجب البعض عند سماع بعض قصص الانفصال والطلاق بعد سنوات طويلة من الزواج قد تتخطي أحياناً أكثر من خمسة وعشرين عام.. ربما نتقبل خبر الانفصال بعد عدة أشهر من الزواج وربما سنة أو اكثر أو حتي عشر سنوات.. ولكن كلما طالت المدة يصعب تقبل الخبر .. فالبعض يقول طالما استطاع كل منهما تحمل الآخر طوال تلك السنوات كان عليه أن يستمر ويتخطي الصعاب ويتجاهل المشكلات وربما يتجاهل سوء الطباع.

من الصعب أن نحكم علي مدي صحة هذا القرار .. ونفترض العديد من الافتراضات ونحاول اختلاق الأعذار أو الإصلاح حتي تدوم الحياة من منطلق ما نعرفه خير من المجهول .. أو ربما خوفاً من انتقاد بعض المقربين من الأهل والأصدقاء .. وربما خوفا من مواجهة المصير الخفي بما فيه من عقبات وضغوط جديدة يتعرض لها كلا الطرفين بعد الانفصال، فأحياناً الألم النفسي يكون له أكبر الأثر وخصوصاً عندما يصل إلي مرحلة التشبع.. فيعمي القلب عن التفكير ويفقد الانسان الرغبة في الحياة .. فإما يختار الموت أو الانفصال .

ربما لا يستوعب البعض معني جملة لم أعد احتمل والتي بالطبع سيتبعها قرار حاسم إما بالخضوع والامتثال للحاضر المؤلم أو الرحيل وانتظار المستقبل الغامض بكل ما فيه من مخاطر الوحدة أو الانهيار.. بالطبع خراب البيوت أمر مفجع .. فعندما ينهار البيت وتنقطع روابط المحبة والمودة تموت الحياة وتتوقف وتتملك المرء مشاعر البؤس واليأس والخوف من مواجهة الحياة وحيدا .

تأملت كثيرا حياة من حولي من المعارف والأهل والأصدقاء،، تابعت بدقة قصص الانفصال بعد عمر كامل من الاستقرار .. وتابعت أيضا رغبات البعض الآخر في الرحيل دون الإقدام علي تلك الخطوة ،، ولم أعد اتعجب من اتخاذ البعض هذا القرار بعد سنوات طويلة من الزواج .. وربما يُقدِم البعض عليها وهو يعلم تماما مدي خسارته الفادحة .. فقد تقرر امرأة الانفصال وليس لديها أي مصدر للرزق وتعلم جيدا أنها ربما تعاني وتنهار وهي في مرحلة عمرية توشك علي الدخول في الكبر والمرض واليأس .. ولكنها تشبعت حتي اكتفت ولم تعد تستطيع تحمل المزيد .. وعندما يتملكها اليأس وتصاب بالإحباط ربما تلقي كل شيء خلفها وتهدم الحياة بكل ما فيها من معطيات مهما كانت الخسارة فادحة.

وبالمثل قد يتشبع الرجل ويصل إلي مرحلة اللا تحمل ويتخذ قراره بعد سنوات طويلة ويصمم علي الانفصال مهما كانت العواقب بحثاً عن السلام النفسي والهدوء .. وبحثاً عن الذات.

الحياة مواقف وردود أفعال .. وكل فعل قد ينتقص من رصيدك لدي الآخرين .. وأسوأ الأمور أن يتأخر رد فعلك حتي يصبح هو و العدم سواء .. أكبر ما يترك الأثر السلبي في العلاقة بين رجل وإمرأة هو انتظار رد فعل معين في وقت معين .. وعندما يتكرر الانتظار ولا يأتي رد الفعل المناسب يتملك الإحباط من القلب .. وتسود الدنيا مهما كبر الموقف أو صغر .. المشكلة الكبيرة انتظار رد فعل معين لم يأتي في موعده أو قد يأتي عكسه فيدمر ما بينهما من علاقة نفسية ..

مقومات نجاح العلاقة أساسه طبيعة شخصية كلا الطرفين .. وقدرة كل منهما علي تقبل رد فعل الآخر .. فمثلا إذا كانت الزوجة قوية ولها طابع المواجهة في المواقف الصعبة فدائما ما تنتظر رد فعل قوي من زوجها في بعض المواقف وإذا لم يحدث وتكرر عدم حدوثه علي مر السنين .. تنهار تماما ويسكن قلبها الشعور بالإحباط واليأس.. وخصوصا أن الزوج القوي والذي يحسن اختيار رد الفعل يمثل لها الأمان أولا والسكينة قبل الحب .. فإذا تكرر التخاذل عن رد الفعل في وقته .. تهتز الصورة أمام عينيها وكلما تكرر هذا التخاذل علي مر السنين يزداد إحساسها بالرفض النفسي حتي تتشبع تماما .. فتنهار نفسياً وتفقد الرغبة في الاستمرار في هذا الواقع المحبط والمشكلة الكبيرة أن ما يحدث من أثر جديد يوقظ آلام الماضي بكل ما فيها من جراح ..

الحياة لا تكتمل بالمال فقط .. الأهم من المال الدعم النفسي المستمر .. والإحساس بالأمان والسند.. والإحساس أنك دائما في أولويات اهتمام شريك حياتك .. عندما تفقد هذا الإحساس في مواقف متعددة ... تفقد الرغبة في الحياة تماما .. ولا يصبح أمامك سوي الرحيل مهما كانت الخسارة أو انتظار الموت .. احسنوا اختيار الوقت المناسب لردود الافعال حتي لا تصاب القلوب بالعمي .. كل منا له طاقة تحمل عندما يصل إلي التشبع ينهار .. وقد لا تتوقع قراره.. مهما كانت المعطيات ومهما كانت الخسارة المتوقعة.

نيفين منصور لم أعد احتمل أريد الرحيل خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر