سلَّط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف الضوءَ على عدد من القضايا التي شغلت الرأي العام المحلي والعالمي خلال الأسبوع الماضي؛ حيث تابع المرصد إعلان المتحدث باسم الجيش الليبي عن مقتل «أبو عبد الله»، زعيم تنظيم «داعش ليبيا»، وأكَّد المرصد أن مقتل ذلك الإرهابي خطوة مهمَّة لتجفيف بقايا الإرهاب داخل الأراضي الليبية، وذلك في إطار دعم الدولة المصرية لتفكيك الميليشيات الإرهابية المسلحة، والحفاظ على النسيج الوطني ووحدة وسلامة الأراضي الليبية.

كما تابع المرصد حادث تعرُّض أحد المساجد في بلدية «مونتكادا إي ريشاك»، التابعة لمقاطعة برشلونة الإسبانية لمحاولة إضرام النيران، وذلك بعد إقدام مجهولين على حرق المسجد للمرة الثالثة على التوالي في أقل من أسبوع، وندَّد المرصد بالحادث مجدِّدًا رفضه لكافَّة أشكال العنف والتخريب التي تتعرَّض لها دُور العبادة؛ لما في ذلك من مخالفة لمبدأ حرية الاعتقاد.

وتعليقًا على الفيلم الوثائقي «إرث الخلافة» الذي أعلنت قناة «أر تي في» الإسبانية أنه سيحلِّل تداعيات سقوط تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا والعراق، أكَّد المرصد أن الطرح الإعلامي لهذه القضية وتوضيح إشكاليتها يُسهم بشكل كبير في دعم الوعي المجتمعي بمخاطر التطرف وما آل إليه معتنقوه من تشريد ودمار، مشدِّدًا على ضرورة تعامل الدول بجديَّة مع ملف العائدين من «داعش» والعناصر المحتجزة في سوريا والعراق، وذلك من خلال وضع استراتيجية واضحة وفاعلة. وحذَّر المرصد من تكوُّن بؤر إرهابية محتملة في تلك المناطق حال إهمال هذا الملف الخطير.

وفي بثٍّ مباشر مع برنامج «#صباح_الخير_يا_مصر» الذي يُذاع على شاشة التليفزيون المصري، أوضح المرصد أن الإرهاب يتغذَّى على كثير من الأحداث والقلاقل السياسية، وأن وحدة الرصد باللغة العربية تقوم بمتابعة كافة الأعمال الإرهابية وتحلِّلها على كافة الاستراتيجيات الدينية والاجتماعية من خلال المقالات والتقارير الدورية التي تصدر عن المرصد، لافتًا إلى تراجع عدد العمليات الإرهابية داخل الوطن العربي من عام 2017 حتى 2020؛ إذْ إن عام 2017 شهد 1263 عملية إرهابية ، راح ضحيتها أكثر من 14 ألف شخص، في حين بلغ عدد العمليات 444 عملية في 2018، راح ضحيتها 4343 شخصًا، وواصل مؤشر انخفاض العمليات في 2019؛ حيث بلغ 253 عملية راح ضحيتها 2561 شخصًا.

وفي لقاء مع برنامج «خطوط تماس» الذي يُذاع على قناة النيل للأخبار، قال الدكتور حمادة شعبان، مشرف وحدة الرصد باللغة التركية، إن المرصد يُعتبر بمثابة الرواية المضادة لكل ما تبثُّه التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث يقوم بالرصد والمتابعة والتحليل والردِّ باثنتي عشرة لغة على كافة الخطابات المتطرفة، موضحًا أن استراتيجية العمل داخل المرصد ترتكز على محورين: الرواية المضادة وهي التي تشتبك مع الأفكار المتطرفة وتفندها وتظهر فسادها، والرواية البديلة وهي توعويَّة -في المقام الأول- يحذِّر من خلالها الشباب والمجتمعات، ويكشف لهم زيف تلك الجماعات المتطرفة.

ومتابعةً للنشاط الإرهابي داخل القارة الأفريقية، أدان المرصد مقتل 6 من علماء الدين وإصابة اثنين آخرين؛ في انفجار لغم أرضي زرعته عناصر من حركة «الشباب» الإرهابية في محافظة «بكول» غرب الصومال. وأكَّد المرصد أن الحركة تهدف من وراء تلك الأنشطة الإرهابية إلى تنفيذ أجندات متطرفة تخالف مبادئ الشريعة الإسلامية والأعراف والقيم الإنسانية. كما شدَّد المرصد على أهمية الجهود التي تبذلها القوات الأمنية في نيجيريا والصومال، وذلك بعد حملة أمنية أطلقتها الدولتان ضد جماعة «بوكو حرام»، وحركة «الشباب» الصومالية.

وعلى صعيد المقالات والتقارير المتواصلة التي تعالج قضايا مرصد الأزهر، نشر المرصد عددًا من المقالات والتقارير باللغة العربية، أبرزها: «التجديد في وَهْم الجماعات المتطرفة»، و«مقامات كِفل حارس بين التهويد والتدنيس»، و«أبناء الصراع.. اللاجئون بين المشكلات المتعاقبة والاستقرار المؤقت»، إلى جانب نشر مقال باللغة الإنجليزية تحت عنوان: «ترياق الإسلاموفوبيا»، ونشر ثلاث رسائل من حملة «دين الرحمة»، إضافة إلى ترجمة خبر لقاء فضيلة الإمام الأكبر بفريق «إيناكتس الأزهر» إلى لغات المرصد المختلفة.