مقالات

محمد موسي يكتب .. الخلافات الزوجية سلوكيات شاذة وعدوانية !!

خط أحمر

الأسرة هي الوحدة الأساسية التي يتكوّن منها المجتمع، وكلّما كانت الأسرة قوية ومتماسكة كلما ساعد ذلك على بناء مجتمع واعي ومزدهر، وبما أن الزوجين هما من يترأسان الأسرة كان لا بد من أن تتميز علاقتهم بالتفاهم والمحبة حتى يؤمنان بيئة مريحة تساعد على تربية أطفالهم بشكل سليم، لكن وللأسف في الآونة الأخيرة ارتفعت معدلات الطلاق في العالم وفي الوطن العربي وبشكل خاص في مصر ، الأمر الذي تسبب في تشتّت الأسر وضياع الأطفال، ولذلك لزم علي قادة الفكر والمهتمين بالحفاظ علي النسيج الإجتماعي تسيلط الضوء دائماً على أهمية الأسرة، وأسباب الخلافات الزوجية وكيف يتجنبها طرفي العلاقة .

الحياة الزوجية لا تخلو من بعض الخلافات أوالمشكلات، لكن عندما تصبح الخلافات جزء من الروتين اليومي الخاص بالزوجين هنا تتحول حياة الأسرة لجحيم لا يطاق وتبدأ بالتفكك والضياع، فالحياة الأسرية الناجحة تضمن العيش براحة وسلام لتصبح الأسرة مأوى وملجأ يهرب إليه الفرد من صعوبات الحياة، وهذا ما يساعد على نشر السكينة والهناء بين كل أفراد المجتمع ، لأن المشاكل الأسرية تؤثر على بناء شخصية الفرد ، الامر الذي يجعله يرتكب سلوكيات شاذة وعدوانية، في حين أنّ النمو في ظلّ أسرة مترابطة يُسهِم في بناء شخصية متكاملة وسليمة.

الأسرة الناجحة يجب أن تكون مساهمة في النشاط الاجتماعي في كل جوانبه المادية والروحية والعقائدية والاقتصادية، وهذا ما يساعد على قيادة نهضة المجتمع وتحقيق التنمية على الصعيد المحلي والقومي والوطني وهنا سؤال يطرح نفسه .. هل في ظل أسرة بها خلافات يمكن أن يتحقق ذلك ؟ .. بالطبع لا ، فالخلافات الزوجية تؤثر على الحياة بشكل عام والمهنية بشكل خاص لكل من الرجل والمرأة حيث تتراجع قدراتهم على العمل بطريقة إبداعية ما يعرضهم للطرد أحياناً من أعمالهم ، وهذا يتسبب في ضرر بالغ للأسرة في مجملها .

الخلافات الزوجية أيضاً تدفع الزوجين للقيام بتصرفات مرفوضة اجتماعيًا كالضرب، وتوجيه الشتائم، والاعتداء المعنوي والخيانة وهنا يمكن أن نحمل هذا للزوج والزوجة معا لأن عليهما أن يتحملا مسئولية ذلك إذا كانت هذه هي طبيعة التعامل بينهما ، والبعض هنا يري أن إختلاف الطباع أكبر مسبّبات الخلافات الزوجية، بحيث لا يشترك الزوجين بأي اهتمام، أو نقطة، أو فكرة، وهذا ما يجعلهما متنافرين فتكثرعلى أثر ذلك المشاكل بينهما .

هناك من يري أن الانتكاسات المالية التي تصيب رب الأسرة تلعب دورًا جوهريًا في حدوث الخلافات الزوجية .. وهنا لنا حديث فمن المفروض أن تكون ثوابت المعيشة بين الزوجين أن يعيشا مع بعضهما كما يقال علي الحلوة والمره .

من أسباب الخلافات الزوجية أيضاً ، تدخل أهل الزوج أوالزوجة في الحياة الأسرية وهذا يعد أكثرالأسباب شيوعًا.. حتي ولو كان في بعض الأحيان أي طرف منهما يحتاج النصيحة من أحد الأقرباء فيجب أن نتلقي النصيحة ونفكر فيها جيداً ونتذكر دائماً أن لا شئ أهم من إستقرار الحياة بين أي زوجين ولاشئ أهم من إستقرار الأسرة حتي لا ينعكس ذلك علي الأبناء ،لأن ذلك يولد مشاعر حقد وكراهية بين الزوجين وبشكل أو بأخر ينتقل ذلك إلى أطفالهم ما يتسبّب في تفكّك الأسرة وزيادة الأحقاد في المجتمع .

التهرب من المسؤولية وتهرب كل طرف من مسئولياته أيضاً يعد من الأ سباب المباشرة للخلافات بين الزوجين... وعلي سبيل المثال أن الزوجة العاملة عادة ما تكون غير متفرغة بشكل كامل لأسرتها وتربية أبنائها ومتابعة دروسهم والعكس.. وهنا يمكن نشوب الخلافات الزوجية بين الزوجين وهذا يستلزم تعاونهما معاً من أجل مراعاة مصالح أبنائهما ولا يصح أبداً تقديم أي شئ علي المصلحة العامة للأبناء .

وأخيراً الغيرة الجنونية التي قد تصل إلى درجة الشك بالطرف الأخر والتنصّت على محادثاته واتصالاته وملاحقته من مكان إلى آخر فهذه غيرة مرضية تزيد من حدة الخلافات بين الأزواج وعلي من يتبعها أن يتوقف عنها حتي لا تكون سبباً في إنهيار الحياة الزوجية لأن ذلك يسمح بتغول الشك بينهما وبذلك تنهار القيم التي تبني عليها الحياة الزوجية ، لذا يجب أن يحتكما للعقل والإبتعاد عن مثل هذه التصرفات التي تنهي أي إرتباط .

محمد موسي الخلافات الزوجية سلوكيات شاذة عدوانية
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة