خط أحمر
الأربعاء، 23 يوليو 2025 01:56 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

إبراهيم نصر يكتب: ”حسم” والضربة الأمنية الأخيرة

خط أحمر

شهدت مصر خلال السنوات الماضية ظهور عدد من التنظيمات المسلحة التي تبنت العنف سبيلا لتحقيق أهدافها، ومن أبرز هذه التنظيمات كانت "حسم" وهى الحروف الأولى من "حركة سواعد مصر" أحد الأذرع المسلحة لجماعة الإخوان الإرهابية، التى برز اسمها في أعقاب عام 2013، وقد نفت الجماعة في مناسبات عديدة علاقتها بها، إلا أن التحقيقات الأمنية والعديد من الخبراء أكدوا وجود روابط قوية بين الطرفين. وقد ظهرت هذه الحركة في سياق تصاعد الأعمال التخريبية التي استهدفت قوات الأمن والمنشآت العامة والخاصة، وتبنت في بياناتها الأولى خطابا يميل إلى التحريض على العنف وتصعيد المواجهة مع الدولة.
واعتمدت الحركة فى مهدها على خلايا صغيرة ومنفصلة لضمان صعوبة اكتشافها، وركزت عملياتها في البداية على استهداف شخصيات أمنية وقضائية وعناصر من الشرطة والجيش، بالإضافة إلى تنفيذ تفجيرات محدودة تستهدف أبراج الكهرباء وبعض المنشآت الحيوية، سعيا إلى زعزعة الاستقرار في مصر وبث الفوضى، من خلال عملياتها. واعتمدت على استخدام العبوات الناسفة محلية الصنع، واستهداف الكمائن الأمنية المتحركة والثابتة. كما حاولت الحركة استغلال الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة للتحريض ضد الدولة وتجنيد عناصر جديدة، خاصة من الشباب.
تهدف الحركة، وفقا لتحليلات أمنية، إلى الضغط على الحكومة المصرية وإرباك أجهزتها الأمنية، وإظهار قدرتها على تنفيذ عمليات داخل المدن الكبرى، في محاولة لتقويض الشعور بالأمان لدى المواطنين.
وفي محاولة لبعث رسائل التحدي وإثبات وجودها، قامت الحركة مؤخرا ببث مقطع فيديو يستعرض تدريبات عناصرها ويتوعد بتنفيذ عمليات في مصر. وظهر في الفيديو، الذي تم تداوله على بعض المنصات، أفراد ملثمون يقومون بتدريبات قتالية ويستخدمون أسلحة نارية، في محاولة لإظهار الكفاءة القتالية والجاهزية لتنفيذ عمليات إرهابية. وغالبا ما تهدف هذه الفيديوهات إلى رفع الروح المعنوية لعناصرها، وتجنيد أنصار جدد، وإيصال رسالة تهديد إلى الدولة والمجتمع.
ومع ذلك، يرى العديد من المحللين الأمنيين أن بث مثل هذه الفيديوهات، لا سيما في هذا التوقيت، يعكس محاولة يائسة من الحركة لإثبات وجودها بعد سلسلة الضربات الموجعة التي تلقتها. فالظهور العلني لعناصرها وتوثيق تدريباتهم، حتى وإن كان جزئيا، قد يوفر معلومات قيمة للأجهزة الأمنية تساعدها في تعقبهم، فمنذ ظهورها شكلت تحديا للأجهزة الأمنية المصرية، التى تمكنت من توجيه ضربات موجعة للحركة على مدار السنوات الماضية. وشهدت هذه الضربات القبض على المئات من عناصرها، وتفكيك العديد من خلاياها، وضبط كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات التي كانت بحوزتها.
في إطار هذه الجهود المستمرة، نجحت الأجهزة الأمنية المصرية في مداهمة محل إقامة عنصرين من عناصر الحركة والقضاء عليهما. وتعد هذه العملية ضربة نوعية جديدة للحركة، حيث تشير إلى قدرة الأجهزة الأمنية على تتبع عناصرها واستهدافهم حتى في أماكن إقامتهم، وهو ما يقلص بشكل كبير من قدرتهم على التخطيط والتنفيذ لعملياتهم.
تأتي هذه النوعية من العمليات في سياق استراتيجية شاملة تتبناها مصر لمكافحة الإرهاب، تعتمد على التتبع الدقيق للمعلومات الاستخباراتية، والتنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية، والمواجهة الحاسمة لكل من يحاول المساس بأمن الوطن واستقراره.
لقد أسهمت هذه الضربات المتتالية في تقويض قدرة حركة حسم على تنفيذ عمليات واسعة النطاق، وأدت إلى تراجع ملحوظ في نشاطها خلال الفترة الأخيرة. وعلى الرغم من أن خطر الإرهاب لا يزال قائما، إلا أن نجاح الأجهزة الأمنية في تفكيك البنية التحتية لهذه التنظيمات يعد خطوة مهمة على طريق استعادة الأمن والاستقرار الكامل في مصر.
حفظ الله مصر وشعبها العظيم، وكل أجهزتها ومؤسساتها وقيادتها الوطنية المخلصة الحكيمة، وخالص التعازى لأهل المهندس الشاب صطفى أنور الذى راح ضحية رصاصات الإرهابيين أثناء تواجده فى مكان المداهمة وهو فى طريقه لصلاة الفجر.
[email protected]

إبراهيم نصر حسم الضربة الأمنية الأخيرة خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة