هوليوود تعلن الحرب على نتفليكس بعد صفقة «وارنر» التاريخية


شهدت هوليوود حالة من الغضب بعد إعلان نتفليكس استحواذها على ستوديو وارنر براذرز ومنصة "HBO Max" في صفقة بلغت 83 مليار دولار، وهي واحدة من أكبر الصفقات في تاريخ الصناعة؛ حيث تحول الشعور العام من الحزن عند إعلان نية البيع في أكتوبر الماضي إلى قلق حاد على مستقبل الوظائف والإنتاج السينمائي داخل الولايات المتحدة.
ووصفت النجمة العالمية جين فوندا الصفقة بأنها تصعيد خطير لأزمة الاحتكار، محذرة من تأثيرها على الصناعة والجمهور وحرية التعبير. واعتبر مايكل أوليري، الرئيس التنفيذي لشركة "Cinema United" التي تمثل 30 ألف دار عرض أمريكية، أن الاستحواذ يشكل تهديدا غير مسبوق قد يؤدي إلى إغلاق صالات السينما وتراجع فرص العمل، مشيرة إلى انخفاض أسهم سلاسل العرض الكبرى فور الإعلان عن الصفقة.
تحركت نقابات هوليوود بسرعة، حيث دعت نقابة الكُتاب "WGA" إلى منع الصفقة بالكامل، معتبرة أن اندماج أكبر منصة بث مع أحد أكبر منافسيها يخالف جوهر قوانين مكافحة الاحتكار، كما أعلنت نقابة "Teamsters" رفضها التام للاتفاق وطالبت الحكومة برفضه على جميع المستويات.
وأكدت نتفليكس، من خلال المدير التنفيذي المشارك تيد ساراندوس، التزامها بنموذج وارنر التقليدي في طرح الأفلام بدور العرض قبل البث على المنصات، لكن قطاعات واسعة داخل هوليوود شككت في التصريحات، خاصةً بعد تصريحات سابقة وصف فيها دور العرض بأنها فكرة متقادمة، معتبرين أن التزام نتفليكس قد يكون مؤقتا ومرتبطا فقط بمسار الصفقة أمام الجهات التنظيمية.
وتتزامن المخاوف مع وضع صعب تعيشه الصناعة بعد موجات التسريح خلال السنوات الأخيرة نتيجة جائحة كورونا والإضرابات وانتقال الإنتاج إلى مواقع أقل تكلفة، إلى جانب صعود أدوات الذكاء الاصطناعي.
وتأتي الصفقة بعد عمليات دمج سابقة مثل استحواذ ديزني على فوكس عام 2019 ودمج "Skydance" مع باراماونت، والتي أعقبها إنهاء خدمات أكثر من 2000 موظف.
وحذرت النائبة لورا فريدمان، ممثلة أبرز مؤسسات السينما في بربانك، من أن تأثير الاندماج على الوظائف والمنافسة يجب أن يُدرس بعناية، مؤكدة على مراقبة الصفقة لضمان عدم الإضرار بالعمال.
كما شددت العمدة كارين باس، على أهمية الحفاظ على الإنتاج المحلي، بينما أكدت عضو المجلس كاتي ياروسلافسكي، أن صناعة الترفيه في أزمة وتحتاج إلى حماية.
وبعيدا عن المواقف الرسمية، عبر منتجون ومحامون وكتُاب عن خشيتهم من تقلص السوق أمام الأفلام المستقلة والجريئة.
وقال المحامي كريس بيريز، إن هواتف العاملين لم تهدأ منذ الإعلان عن الصفقة، والقلق الأكبر يتمثل في تقليل عدد المشترين وبالتالي تراجع المخاطرة الفنية.
كما وصفت ميشيل مولروني، رئيسة نقابة الكُتاب في الساحل الغربي، الصفقة بأنها كارثة ستؤدي إلى انخفاض المنافسة والأجور والوظائف.
وتواجه الصفقة الآن مراجعة فيدرالية حاسمة، وسط ترقب لدور الإدارة الأمريكية في تقييمها، بينما تؤكد نتفليكس أن الاندماج سيخلق فرصا جديدة، في وقت يخشى كثيرون في هوليوود أن يكون بداية موجة جديدة من الاحتكار تهدد الإبداع وفرص العمل في الصناعة.


























