3 % فقط من بيانات أنظمة الذكاء الاصطناعى عالميا باللغة العربية


ناقشت جلسة "الذكاء الاصطناعي والهوية العربية" كيف يمكن الحفاظ على هويتنا العربية فى ظل تسونامى الذكاء الاصطناعى، وذلك ضمن فاعليات مؤتمر AIDC الذى يقام بالتزامن مع معرض القاهرة الدولى للتكنولوجيا للشرق الأوسط وأفريقيا CAIRO ICT الذى يُعقد حاليًا فى نسخته 29 بمركز مصر للمعارض الدولية تحت شعار "AI Everywhere".
أدار الجلسة الرئيس التنفيذى لجمعية اتصال والرئيس التنفيذى لشركة اى بى ماجكس، حسام مجاهد، والذى فتح الجلسة للحوار ومناقشة قضية الهوية العربية فى عصر الذكاء الاصطناعى مع المتحدثين خلال الجلسة.
أجمع المتحدثون على أن "تسونامي" الذكاء الاصطناعي لا يهدد اللغة فحسب، بل يهدد الهوية والسيادة بشكل أعمق. وشددوا على أن الحل لا يكمن فى الحماية بل فى "المنافسة" من خلال توطين صناعة التكنولوجيا وبناء نماذج ذكاء اصطناعى خاصة تتناسب مع الثقافة والقيم العربية، خاصة وأن 3% فقط من بيانات أنظمة الذكاء الاصطناعى عالميًا هى باللغة العربية. واقترحوا حلولًا عملية تتراوح بين بناء جسور مؤسسية لعودة الكفاءات المهاجرة، وضرورة زيادة المحتوى العربى عالى الجودة، وإشراك كافة القطاعات لتشكيل تجربة عربية رائدة فى هذا المجال.
فى البداية، أشار وزير التنمية الإدارية الأسبق، الدكتور أحمد درويش، إلى تجاربه السابقة فى مجمع اللغة العربية لتحديث مصطلحات التكنولوجيا الحديثة. وأوضح أن هناك فرقًا بين الهوية وهى مجموعة القيّم التى تربط المجتمع، ومن ثم علينا بحث تأثير التكنولوجيا على الهوية واللغة، مشيرًا إلى أن الأجيال الجديدة أصبحت تكتب اللغة العربية بحروف إنجليزية.
وقال إن اللغة العربية هى لغة مكتوبة وليست لغة حديث مع اختلاف اللهجات داخل الدول الناطقة بالعربية، وفى ظل شبكات التواصل الاجتماعى التى أثرت على اللغة، فمع دخول الذكاء الاصطناعى أصبح التأثير على الهوية وليس اللغة فقط. وأشار إلى أن 3% من بيانات أنظمة الذكاء الاصطناعى عالميًا هى عن اللغة العربية.
أكد أن الحكومات عليها دور فى المنظومة التشريعية والتنظيمية، ولكن فيما يتعلق بالتكنولوجيا فالدور هنا يقوم به من يصنع هذه التكنولوجيا.
وقال: "لو أردنا أن نحافظ على هويتنا لابد من المنافسة فى صناعة التكنولوجيا فى مراكز البيانات ولدينا فرصة طيبة لبناء نماذج لحل المشكلات بما يتناسب مع القيّم والثقافة الخاصة بنا خاصة أن الذكاء الاصطناعى هى تقنيات متحيزة".
من جانبها، قالت رئيس معهد تكنولوجيا المعلومات ITI التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الدكتورة هبة صالح، أن تسونامى الذكاء الاصطناعى يأخذ معه اللغة والهوية والسيادة. وأضافت: "لاحظنا خلال السنوات السابقة كثير من الفرص فى الذكاء الاصطناعى وهناك طبقات من الأدوات التى توفر هذه الفرص والمنافسة فى مجال التكنولوجيا الحديثة".
قالت إن المعهد توجه خلال الفترة الراهنة إلى مجالات عديدة أصبحت متأثرة بتقنيات الذكاء الاصطناعى مثل المجال الدينى والدعوة ومجال الصحافة والإعلام والقضاء وغيرها من المجالات التى أصبحت مرتبطة بتلك التقنيات.
اقترح وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأسبق، الدكتور محمد سالم، أن يكون هناك مجموعة عمل مركزية تتبع لجمعية اتصال بمشاركة مجموعة من الخبراء وبناء جسور مؤسسية لضمان عودة العقول المصرية المهاجرة بهدف تمكين الهوية العربية، مشيرًا إلى أن الهند نجحت فى تنفيذ هذا التوجه.
قالت المؤسس والرئيس التنفيذى لشركة أرابيز، منال أمين، إن تسونامى الذكاء الاصطناعى يتطلب الابتكار والحوكمة وهى الأساس لمواجهة هذا الأمر، وقالت لدينا الفرصة للحفاظ على الهوية من خلال البناء على نماذج موجودة وزيادة إنتاج المحتوى المُعبِّر عن ثقافتنا، مشيرةً إلى وجود نماذج عربية مناسبة فى إطار الدخول فى عالم الذكاء الاصطناعي.
أكدت أنه علينا زيادة المحتوى وتضافر الجهود وزيادة برامج التعليم والوعى فى مجال الذكاء الاصطناعى مشيرةً إلى أننا بحاجة إلى تحرك سريع فى هذا الصدد من خلال منظمات المجتمع المدني.


.jpg)






















